Sunday, February 26, 2006

قصة قصيرة


ولادة
كان البرد قارسا ,,وقد بدأ الندى يبلل الشال البالى الملفوف على الرأس,,ولسعة هواء بارد ينفذ الى عظامه,,اعتدل قليلا محاولا تقليب ما تبقى من فحمات مشتعلة تحت الرماد,, اقترب من الموقد فاركا يديه استجلابا للدفئ..
تطلع الى السماء , مكتملا كان القمر الليلة , السماء صافية, بعض النجوم تلمع, ولكن برد طوبة شديد.
سمع صوت المؤذن ينساب من بعيد, أحس أنه غير قادر على الحركة,هدّه السهر والبرد, أصوات النسوة من الخزنة العلوية تعلو على الاصوات الآتية من الزريبة , - الفرج من الله, تمتم بصوت مسموع0
لا يمكنه الاستمرار , أحكم لف الشال وسحب قدميه ونهض, خرج الى الحوش, قرر الصعود أولا
, اتجه الى السلم الطينى فى الركن, صعد أول درجة, خطر له خاطر , راجعا ذهب الى الزريبة.
كان المعلم جمعة يجلس القرفصاء فى هدوء , يلف سيجارة, وجه مغضن صقلته السنون .
فى الركن تحرك قدميها الخلفيتين بتوتر, مادة جيلاتينية داكنة تتدلى منها , تجترشيئ ما بين فكيها بقوّة,بين لحظة وأخرى تضرب قدمها الايمن الامامى فى الأرض .
سأل بتردد:- كيف الحال؟
جاء الرد متثاقلا: - ربنا معاها. لا تقلق . الأمور على ما يرام.
عاد أدراجه , صعد السلم الطينى مرددا:- أ يا أكرم من سؤل..
قبل أن يصل لنهاية الدرج تنحنح بقّوة, سمع صوت أم على من أعلى
. لسّة الفرج يا حاج .
كم تمنى أن يرزق بطفلة , عكس الجميع كان يحلم بها, أخفى سره حتى عن أم الأولاد , تمتم:.
- ما الذى استفدته منهم..الأغلاظ, كل يعيش فى تلابيب زوجته. تنهد بعمق .
عاد أدراجه , دس قدميه بسرعة تحت جلبابه,أعاد الحساب للمرة العاشرة. لقد تأخرت هذا العام,فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كان يسير بين قدميها والأولاد يشربون لبنها ,فكرأن يتوجه إلى الزيبة مرَة أخرى .
أحس بحركة سريعة وأقدام تهرول , بدأ يلملم أطرافه استعدادا للنهوض, أصاخ السمع ,تناهى إليه صوت لم يتبينه :
- مبروك يا حاج
[تمت]-
بنتاؤور

Tuesday, February 21, 2006

أحبك


وكان الشوق موعدنا
ولقيانا
وفى ذوب الحنين تفجَر الأمل
وفى سهر العيون السود كانت لحظة الميلاد..
رائعة ومجلَوة...............
وكان أن إلتقت بالحب روحانا
تعبق بالرؤى قلبين مشتاقين.....
آه يا معذبتى.
ووجهك مشرقا نورا وتحنانا
وروحك صفحة أنقى من البلور......
وأنت على المدى صخرة
وفى يمناك تمتشقين سيف الحب والثورة..
فما أبهاك.....
ما أغلاك.....
يا حلوة

وأنت النور لحظة أظلمت دنياك
لحظة أقبل التتر..........

وآه..آه
حين تمزقت أستار أسرارك
وذاعت فى ضمير الكون

تحكى قصة التكوين
[وإسمك صار أغنية..
يغنيها الصغار على كفوف الليل..
وإسمك صار تعويذة..
يعلقها الكبار على سقوف الليل]
***
وعاد الصمت مخزيا
ونحن على خوازيق القيامة
نلقم الآهات
ضحايا نقمة أبدية شوهاء
وماذا؟
قد رسمت لنا طريق الآت
وعَبدت الطريق بدمَك الطاهر
***
فيا أملا ترقبناه طيلة عمر
وعشناه إنتظارا فى زمان القهر..
نحرنا فوق مذبحه الصبا قربان
وأحرقنا سفائننا...........

متى ستعود؟؟؟؟؟
متى ستعود
شعر :بنتاؤور

جرينيكا



أزمة إنسان العصر*
في الحزن والشجاعة
من الحياة ومن الموت
الموت، ذلك الأمر العسير
ذلك الأمر اليسير
النسوة والأطفال يحتفظون بنفس الكنز
يحتفظون به في المآقي وفي العيون
والرجال يذودون عنه
يذودون عنه بقدر ما يستطيعون
غدًا هو الوقت الذي تتحمل فيه الألم والخوف والموت
ولكن الوقت الذي سنزيل فيه آثار الجريمة سيجيء متأخراً
رصاص المدافع الرشاشة يقضي على القتلى
رصاص المدافع الرشاشة يداعب الأطفال
أسرع مما تداعبهم الريح بالحديد والنار
حفروا الإنسان كما لو كان منجمًا
حفروه كما لو كان ميتاءً بغير مركب
حفروه كما لو كان موقدًا بغير نار
النسوة والأطفال، يحتفظون بنفس الكنز
قطرات اللبن الرائق،
وأوراق الربيع الخضر
كلها تترقرق في عيونهم الصافية
تترقرق دائمًا وباستمرار
النسوة والأطفال يحتفظون بنفس الكنز
يحتفظون به في المآقي وفي العيون
والرجال يزودون عنه
يذودون عنه بقدر ما يستطيعون
الأطفال تهيئوا للرحيل بصورة قاطعة
ولسوف نعود نحن إلى عصرنا البدائى الأول
حيث كانت دموع الفرح كما يقولون
وكان الرجل يفتح ذراعيه ليعانق زوجته الحبيبة
وكان الأطفال قريري العين يشهقون وهم يضحكون
عيون الموتى فيها ظلام الهول
عيونى الموتى ضمور الأرض البور
الضحايا رعوا الدمع جرعوه كالسم الزعاف
الإنسان تلطخه الدماء.
حتى أن السفاحين أصبحوا أقل مرارة من العنب المر
العيون انفقأت
والقلوب انطفأت
والأرض أضحت باردة
تسرى فيها برودة الموت
أيها الناس الذين من أجلكم ترنموا بهذا الكنز
أيها الناس الذين من أجلكم باعوا هذا الكنز
في احتضار الأم والأخ والابن
فكروا في الصراع الذي يقضى على الحياة
فكروا فكروا في احتضار الحب!
في أن تصونوا أنفسكم من السفاحين
في أن الطفل والشيخ يتقيآن هول الحياة
وهي تنعي حظها
في أنهما يحسان إحساسًا قويًا عارمًا بأن الرغبة في الحياة عبث
كل شيء في الوحل يصب
والشمس في الكون الأسود تغيب
يا أضرحة الشقاء
يا عالم البيوت المتداعية الرائع
عالم المناجم والحقول
يا إخوتي الذين أصبحوا جيفًا
أصبحوا هياكل محطمة الأرض
في محابركم تدور والموت يكسر توازن الزمن
لتصبحوا صحراء خاوية
أنتم مادة للأشعار وطعام للغربان
وأنتم أيضًا أملنا الذبيح المرتجف تحت غاية البلوط الميتة
في "جرنيكا"
فوق حطام "جرنيكا"
تحت سماء "جرنيكا" الصافية
عاد رجل كان يحمل بين ذراعيه حملاً يئن
وفي قلبه حمامة
يغنى من أجل الرجال الآخرين
أغنية الثورة المجيدة التي تقول للحب مرحى
وتقول للظلم لا
تقول إن "جرنيكا" مثل "هيروشيما" هي عاصمة السلام الحي
"جرنيكا"
إن البراءة يا "جرنيكا" ستستخلص حقها من براثن الجريمة!
شعر:بول إيلوار
جرينكا هى قرية اسبانية دكها الطيان الالمانى اثناء الحرب الاهلية لصالح فرانكو

Monday, February 20, 2006

إليك


تعلمنى عيونك أن أقول الصدق لا أخجل
..
وأن أمشى على الأشواك أتحمل
..
وأن أشتال كل هموم هذا الكون
,,
أمضى, واثقا...أحلم

بأن نبنى الغد الآتى
..
على أنقاض هذا الواقع الممرور,,والمخجل

ونبذر بذرة الثورة
...
معا فى مشتل الأحلام

Thursday, February 16, 2006

فارس لكل العصور



داريت بكوخي رضوخي للسنين البور
وخلقت ويا المكان لغوة لسان وشعـور
وجعلت بالفكر مرتع بكر في المنظور
وصنعت والبدر غافي كل أطيافي
ولا كانش رغم انصرافي سمتكم خافي
أرسل شريط الرؤى في وحده موصوله
وتو ما اتفك مني يد مغلوله
أقطع بمقطع بيسطع من حروفه النور "
***
لو غيتك شهرتك اعمل لها طبال
صوت الكفوف ع الدفوف يدوش لكين قتال
والشهره مهره حويطة تقلب المختال
تجمح وترمح وتقزح باللي راكبها
يا يطب للديل يا يطلع فوق مناكبها
تعاند اللي ركبها والغرور ساقه
وتصاحب اللي يلجمها بأخلاقه
والحر لجل الحقيقة يركب الأهوال !
***
جسدت قرع الطبول من همسة الأسياد
ونفذت للودن عنوة واقتحام وعناد
وانت برغم اللجاجة خلقة الحداد
يسير خلالك جميع ما يصدره مولاك
لا الكهربا تتكسف ولا تستحي الأسلاك
تجئر وتنهر وتجويفك فراغ وهباء
ولما زادت بفضلك قوة الضوضاء
تم اعتمادك لأعصاب البشر جلاد !
***
: " والحر لأجل الحقيقة يركب الأهوال " !
شعر: فؤاد قاعود

وحيدتى



أنت وحيدتي في العالم
و تقولين في رسالتك الأخيرة :
" رأسي ينفجر , قلبي يخفق
إذا شنقوك
إذا فقدتك
أموت "
ستعيشين ! إمرأتي !
و ذكراي كدخان أسود
ستتبدّد في الريح.
ستعيشين , يا أخت قلبي ذات الشعر الأشقر
فالموتى لا يشغلون أكثر من سنة
ناس القرن العشرين .
يا زوجتي
يا نحلتي ذات القلب الذهبي
يا نحلتي ذات العينين الأكثر عذوبة من العسل
لماذا كتبت لك أنهم يطلبون موتي.
القضية لا تزال في بدايتها
لا يمكن اقتلاع رأس إنسان
كما يقتلع رأس اللفت .
لا تهتمي
ما هي إلا احتمالات إنسانية .
و لا تنسي أن زوجة السجين
ينبغي ألا تأخذها أفكار سود .


شعر:ناظم حكمت

Wednesday, February 15, 2006

نيران المجوس



على مهلي!!
على مهلي!!
أشد الضوء.. خيطا ريقا،
من ظلمة الليل
وأرعى مشتل الأحلام،
عند منابع السيل
وأمسح دمع أحبابي
بمنديل من الفل
وأغرس أنضر الواحات
وسط حرائق الرمل
وأبني للصعاليك الحياة..
من الشذا
والخير،
والعدل
وإن يوما عثرت، على الطريق،
يقيلني أصلي
على مهلي
لأني لست كالكبريت
أضيء لمرة.. وأموت
ولكني ..
كنيران المجوس: أضيء..
من
مهدي
إلى
لحدي!
شعر: توفيق زياد

Monday, February 13, 2006

فلكلور شعبى


ولًًًٌى زمانك وبطل حكمك الجاير
وإٌصفٌر لونك وكعمش خدك الناير

بعد ما كنت ياجميل فى وسط الناس و بتناور
صبحت زى البصل مكسور ومصنن
وأهلك ينادوا عليك بالكوم..ياباير

مكاشفة



احبك
ماذا ؟
تجفل الأحزان
تنقشع
وتصفو الروح
تسمو فوق آلامى00وترتفع
وتزدان السماء سنى
والكون فجر"00ريٌق"00سطع
وتكبر فرحة الدنيا
لتمحو ما مضى00ويفيض
وأحلام الهوى الثملى
تنير الأفق00 تتسع

Saturday, February 11, 2006

قسم


وأقسم..
أن أحيل الأرض تبرا بين أقدامك
وأن أبنى من الفيروز بيتا فيه ترتاحين
واسقى كرمة الحب المقدس من مياه العين
وأحميها برمش العين
وأقبس من شعاع الشمس خيطا فيه سحر الكون
ومن قاع المحيط أصيد لؤلؤة
وأسرق حكمة الاغريق والكهنة
وسر الخلد
وأهديها لعينيك

آخر نفس


رب أرض
من شذى وندى
وجراحات بقلبى عدا
سكتت يوما
فهل سكتت؟
أجمل التاريخ
كان غدا

Thursday, February 09, 2006

أما خشيت من الحراس فى الطرق

تجيئين مثل إإتلاق الصباح
وعبر جليد المنافى البعيدة
ومن زهرة النار تتفتحين
عند إلتقاء الندى بحبوب اللقاح
عند إفتراق الصغير عن الصدر بعد الرضاع
لحظة صمت إنسياب الغناء
وفى هدأة الليل تتسحبين

أسمع صوت حفيف ثيابك
وأشتم رائحة العطر اللذى إعتدته منذ كنا هناك

أعرف ان المسافات ليست قصيرة
وأن الحدود التى إرتفعت بيننا شاهقة
وأن المزاليج قد احكمت خلف ابوابها الموصدة
وأعرف ان الطريق كثير المخاطر
وأعرف أيضا ان فتاتى الصغيرة تحمل قلبا صغيرا

ولكن

أعرف...أن عيونك لا تعرف المستحيل

على اسم مصر




على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهيّ مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهيّ مرمية جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
وأكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
وأسيبها وأطفش في درب وتبقى هيّ ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصرالتاريخ
شعر:صلاح جاهين

Monday, February 06, 2006


زياره لضريح عبدالناصر
السكه مفروشه تيجان الفل والنرجس
والقبه صهوه فرس عليها الخضر بيبرجس
والمشربيه عرايس بتبكي والبكا مشروع
مين دا اللي نايم وساكت والسكات مسموع
سيدنا الحسين والا صلاح الدين والا الامام
دستور ياحراس المقام
ولا الكلام بالشكل ده ممنوع
على العموم انا مش ضليع في علوم الانضباط
ابويه كان مسلم صحيح وكان غبي
وكان يصلي ع النبي
عند الغضب والانبساط
ابويا كان فلاح تعيس
في ليله ضلمه خلفوه
وف خرقه سوده لفلفوه
وف عيشه غبرا طلعوه
ولصموه وطلسموه ودجنوه
وجهزوه وجوزه على عماه
فكان محير في هواه مابين امي ومابين الجاموسه
وكان يخاف يقتل ناموسه
وكان خجول...خجول...خجول
لكنه كان دايما يقول استغفر الله العظيم من باب الاحتياط
ابويه طلعتوه حمار
فكان طبيعي يجيبني جحش
لا اعرف نبي من اجنبي ولا مين ماجاش ولا فين ماراحش
موسى نبي عيسى نبي وياقلبي صلي ع النبي
وكل وقت وله ادان وكل عصر وله نبي
واحنا نبينا كده من ضلعنا نابت
لامن سماهم وقع ولا من مره شابت
ولا انخسف له القمرولاالنجوم غابت
ابوه صعيدي وفهم قام طلعه ظابط
ظبط على قدناوع المزاج ظابط
فاجومي من جنسنامالوش مره سابت
فلاح قليل الحيا اذا الكلاب عابت
ولا يطاطيش للعدامهما السهام صابت
عمل حاجات معجزه وحاجات كثير خابت
وعاش ومات وسطنا على طبعنا ثابت
وان كان جرح قلبناكل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا مهمها الامور جابت
شعر:أحمد فؤاد نجم

اللذى شغل الناس

الخيل و الليل و البيداء تعرفني *** و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا *** بأنـــــــني خــــــير من تــــسعى به قدم
أنا اللذي نظر الاعمى الى ادبي *** و أســـمعـــــت كــلــــماتي من به صمم
انام ملؤ عيونى عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم
ابو الطيب المتنبى

Friday, February 03, 2006

الجنوبى


( الورقة الأولى )
" ملك أم كتابة ؟ "
صاح بي صاحبي , و هو يلقى بدرهمه في الهواء
ثمّ يلقفه ..
( خارجين من الدرس كنّا .. و حبر الطفولة فوق الرداء
و العصافير تمرق عبر البيوت ،
و تهبط فوق النخيل البعيد ! )
... ... ... ...
" ملك أم كتابة ؟ "
صاح بي .. فانتبهت ، ورفّت ذبابة
حول عينين لامعتين ..
فقلت : " الكتابة "
.. فتح اليد مبتسما ؛ كان وجه المليك السعيد
باسما في مهابة !
***
" ملك أم كتابة ؟ "
صحت فيه بدوري ..
فرفرف في مقلتيه الصبا والنجابة
و أجاب : " الملك "
دون أن يتلعثم .. أو يرتبك
و فتحت يدي ..
كان نقش الكتابة
بارزا في صلابة !
دارت الأرض دوراتها ..
حملتنا الشواديف من هدأ النهر
ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
نتفرّق بين حقول الأسى .. و حقول الصبابة .
قطرتين , التقينا على سلّم القصر ..
ذات مساء وحيد
كنت فيه : نديم الرشيد
بينما صاحبي .. يتولّى الحجابة !!
نائما كنت جانبه ؛ وسمعت الحرس
يوقظون أبي !
خارجيّ
أنا .. !
مارق
من ؟ أنا !
صرخ الطفل في صدر أمّي
( و أمّي محلولة الشعر واقفة في ملابسها المنزليّة )
إخرسوا
واختبأنا وراء الجدار
اخسروا
تسلّل في الحلق خيط من الدم
كان أبي يمسك الجرح ،
يمسك قامته .. و مهابته العائليّة !
يا أبي
اخرسوا
و تواريت في ثوب أمّي ، و الطفل في صدرها مانبس
ومضوا بأبي تاركين لنا اليتم متشحا بالخرس
( الورقة الرابعة )
... ... ... ...
كلّ ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقيّة
صادرته العسس
... ... ... ...
( الورقة الخامسة )
... و أمّي خادمة فارسيّة
يتبادل سادتها النظرات لاردافها ..
عندما تنحني لتضيء اللّهب
يتندّر سادتها الطيّبون بلهجتها الأعجميّة 1
***
نائما كنت جانبها ، ورأيت ملاك القدس
ينحني ، و يربّت وجنتها
و تراخى الذراعان عنّي قليلا
و سارت بقلبي قشعريرة الصمت
- أمّي ؛ و عاد لي الصوت
و أمّي ؛ و جاوبني الموت
أمّي ؛ و عانقتها .. و بكيت
و غام بي الدمع حتّى احتبس !
***
( الورقة السادسة )
لا تسألني إن كان القرآن
مخلوقا أو أزليّ
بل سلني إن كان السلطان
لصّا .. أو نصف نبيّ
( الورقة السابعة )
كنت في كربلاء
قال لي الشيخ أن الحسين
... ... ...
و تساءلت كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
فأجاب الذي بصّرته السماء
إنّه الذهب المتلأليء في كلّ عين
... ... ...
إن تكن كلمات الحسين
و سيوف الحسين
و جلال الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحقّ من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحقّ ثرثرة الشعراء
و الفرات لسان من الدم لا يجد الشفتين ؟ !
***
مات من أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام صباح مساء
اسقني يا غلام ..
علّني بالمدام ..
أتناسى الدماء !
فاسقني يا غلام صباح مساء
اسقني يا غلام ..
علّني بالمدام ..
أتناسى الدماء !
من اشعار أمل دنقل

شعر جبلى


مثلما تنضح الأبجديةلا لكي ألأم الجراح
لا لكي أبعث المومياءبل لكي أبعث الفروقَ ..
/ الدماءتجمع الورد و الغراب
/ لكي أقطع الجسور ولكي أغسل الوجوه الحزينةبنزيف العصور
،وكتبت المدينةمثلما يذهب النبي إلى الموت /
أعني بلادي وبلادي الصدىوالصدى و الصدى .

أدونيس

Thursday, February 02, 2006

غزليات


اليك اليك ارتحل
ملقيا شالى على كتفيك
و فى عينيك اغتسل
و فوق جبينك العاجى
اطبع قبلتى عمرى
واقتل غربتى و الخوف