Sunday, May 28, 2006

معرفة قطار


جالس فى الحديقة, متطلعا الى الطفلين يلعبان تحت أشعة شمس ابريل اللطيفة, حين تذكرت آخر كلماته قبل أن يتوقف القطار: ألم أقل لك,لعلها تكون معرفة قطار, ولكن صدَقنى ,ستشكرنى كثيرا على هذه الزيجة.
صعدت الى القطار فى محطة سيدى جابر مشغول الفكر وغير سعيد, مترددا كنت فى الذهاب لولا إلحاح أختى, تعلمت الاَ أرد لها طلبا, كانت بمثابة الأخت والأم بعد وفاة والدتى, أمسكت بالبطاقة, تأكدت من رقم العربة والكرسى,العربة الثالثة كرسى 7أ,اى بجوار النافذة, حين وصلت كان جالسا فى نفس الكرسى, إستأذنته أن يسمح لى بالجلوس, تحرك ببطأ وعلى شفتيه إبتسامة, لم أهتم كثيرا,توجهت نحو النافذة, متطلعا الى الحقول الخضراء متراميةعلى الأفق, شاردا فى ذلك العرض الذى تلقيته من أختى, إنها صديقة لها تعرفها جيدا, كاملة الأوصاف, ذات حسب ومال وجمال, سبق لها الزواج مثلى, لكنها ترَملت فى ريعان الشباب .
إنتبهت على صوت الكمسارى, مددت يدى إليه بالبطاقة,أشَر عليها بقلمه ومد بها يده نحوى, إلتقطها ذلك الجالس بجوارى وأعادها إلى مبتسما, وجه طفولى الملامح, يقتحمك بعنف, يبدو أنه أنه قد إتخذ قرارا بإقتحامى, نظر الى متفحصا وهو يقول:-تبدو شاردا. قلت:- هكذا الدنيا لا تخلو من المشاكل, رد:- ياعزيزى لا تحمل هما لا توجد مشكلة فى هذا العالم ليس لها حل.
لا أدرى كيف إستدرجنى هذا الشخص على بساطته إلى كل هذا الحديث المستفيض, كيف إستطاع أن ينتزع منى كل هذه التفاصيل, ظروف وفاة زوجتى, عزوفى عن الزواج, علاقتى بأختى........وأشياء أخرى كثيرة.
طلبت كوبين من الشاى, امسك الكوب بكلتا يديه, رشف بصوت عال وهو يقول:- ما رأيك فيمن يزوجك إنسانة رائعة مكتملة الأوصاف. لم أرد عليه, فلم اكن متحمسا لمناقشة الموضوع, أو السماح للآخرين بالتدخل فى حياتى إلى هذا الحد.

قبل وصول القطار الى محطته الأخيرة ,كان كمن سيطر على تماما, كما لوإستطاع أن يقنعنى بفكرته.
نزلنا من القطار فى محطة باب الحديد متشابكى الأيدى, كصديقين حميمين, ما زالت الإبتسامة العريضة على فمه, خارجين من مبنى المحطة صافحنى بقوة:- سوف نلتقى فى الموعد إن شاء الله, رددت وأنا أهرول تجاه الكوبرى لأعبر الى الجهة الاخرى من الميدان:-طبعا..مع السلامة, فى تلك اللحظة حاولت إنعاش ذاكرتى, أين ومتى كان إتفاقنا على اللقاء, لم أتذكر, نظرت خلفى, كان لايزل واقفا فى الناحية الأخرى ناظرا إلى بتلك الإبتسامة,ترددت للحظة أن أعود لسؤاله , ولكن واصلت المسير,متخذا قرارا بإهمال الموضوع كله,..................... إبتسمت وأنا أتذكر كلمته الأخيرة: معرفة قطار

تمت

تأليف: بنتاؤور

Monday, May 22, 2006

من الشعر العالمى


وظائف ليلية

فى الليل

يتناجى العشاق
وينظرون للقمر
بحب وبلاهة

فى الليل

تطير الخفافيش فى الظلام
وينعق البوم
وينشط اللصوص

فى الليل

يتضاجع الأزواج
وتلد النساء
أطفالا
يبكون حين يخرجون للحياه

فى الليل

ينام الناس
ويسهر العسس
والسكارى فى الحانات

فى الليل

المؤمنون يصلُون
والمومسات يقمن بوظائفهن الليلية
و المرضى يسهرون

فى الليل

يبكى الأطفال
وتنبح الكلاب

فى الليل

تقتحم الشرطة الدور
للقبض على المطلوبين
وغير المطلوبين

فى الليل

يعلق الثوَار المنشورات على الحوائط
ويكتبون الأغانى على الجدران
ويغنون نشيد الثورة

فى الليل
يموت اناس
ويولد آخرين

Monday, May 01, 2006

يوسف



يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
قال لى صاحبى وهو يبتسم
أما قلت لك
انهم على وشك ان يقتلوك
أن يخرسوك فلا تتكلم
ويدفن سرك فى القبر
حتى تقوم القيامة

أما قلت لك
انهم يظهرون لك الود فى الصبح
وعند حلول المساء
يجتمعون
للكيد لك
وللنيل منك
نكاية

اما قلت لك
احترس
انهم يستبيحون كل الدماء
يستحلون كل المحارم
حتى تدوم المغانم
ويستمرون
فى الظلم حتى النهاية

(اقْتُلُواْ يُوسُفَ).
لقد قتلوك
يوم أمنت لهم
صدقت الزعم
بأن الشيطان
قد يتلبس روح ملاك
وأن القاتل
قد يتغيّر
ويصير نبىّ

لقد قرروا فى الظلام
أن يقتلوك
لتخلوا لهم سدّة الحكم
والبطش
واللهث خلف الغنائم

إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ

مرًت سبع عجاف
سبقتها سبع عجاف
وتلتها سبع عجاف
والهم الجاثم فوق الصدر ثقيل
والخوف يخيّم فى البلدان
والعسكر يملأن الطرقات
ويبددن أمان الناس
واليوم شبيه الأمس
والأمل الضائع بين الأعين
يتردد فى الأنفاس
فى ضنك العيش
ومر الإحساس
والعسس يعشش فى كل مكان
والسيد فى القصر العالى,
المتصابى
يتمترس خلف الحرَاس
شعر:بنتاؤور