Saturday, May 29, 2010

رائعة تشايكوفسكى...الجمال النائم


كان في قديم الزمان ملك و ملكة يعيشان في قصر فخم حياة سعيدة, وفي احد الايام تمنت الملكة ان ترزق بطفلة جميلة و بعد سنوات تحققت امنية الملكة وولدت طفلة صغيرة فاقام لها حفلة كبرى بهذه المناسبة دعي اليها سبع جنيات, وعندما شاهدت الجنيات الطفلة تمنت كل واحدة منهن امنية للاميرة الصغيرة فتمنت الجنية الاولى للأميرة:ان تكون اجمل فتاة في العالم اما الثانية ان تملك عقل ملاك و الثالثة ان تكون رشيقة و الرابعة ان تكون راقصة و الخامسة ان تغني بصوت جميل و السادسة ان تعزف على كل الالات الموسيقية، ولكن عندما بدات الجنية السابعة تتمنى امنية للاميرة الصغيرة دخلت جنية عجوز الى القاعة. و هي في حالة غضب شديد لان الملك و الملكة نسيا ان يدعواها الى الحفلة وتنبات بموت الاميرة من جراء وخزة باصبعها من الة الغزل عندما يصل عمرها الى السادسة عشر, ثم اختفت العجوز الشريرة بعد ان تركت الجميع يبكون و يتالمون.

و في نفس اللحظة دخلت جنية طيبة و خففت من روع الملك و الملكة و قالت لهماابنتكما لن تموت بل ستنام مدة طويلة..و انا لا املك قوة كافية لابطال مفعول السحر الذي صنعته الجنية الشريرة ان الاميرة فعلا ستخز اصبعها بالة الغزل و لكنها لن تموت بل ستبقى نائمة مدة طويلة حتى يوقظها امير شاب.

اصدر الملك قرارا لكي يحمي ابنته من الاذى و هو ان يسلم جميع دواليب الغزل الى الملك.

فقامت حاشية الملك و طافت ارجاء المملكة و جمعت كل المغازل فاحرقها الملك و لم يبقى في المملكة اية الة غزل فاطمان الملك على حياة ابنته.. و لكن بعد مرور خمسة عشر عاما كبرت الاميرة و اصبحت اجمل فتاة في المملكة كما تمنت لها الجنية الطيبة و عندما جاء ميلادها السادس عشر ذهبت الاميرة لتلعب مع كلبها المدلل و اثناء سيرها سمعت صوتا غريبا ات من اعلى البرج فصعدت ادراجه حتى وصلت الى غرفة امراة عجوزة مع الة غريبة.

و سالت الاميرة العجوزة عن تلك الالة كحب استطلاع فقالت العجوزانها الة غزل اذا اردتي ان تغزلي مثلي فتعالي و جربي, و دفع حب الفضول الاميرة ان تتقدم من الة الغزل و جلست بالقرب من العجوز لتغزل و لكنها وخزت اصبعها و سقطت على الارض و كانت هذه المراة العجوز نفسها الجنية الشريرة و عندما شاهد الملك ابنته ممدة على الارض بدون حراك حزن حزنا عميقا و خشي موتها و لكن الجنية الطيبة طمانته و قالت له لا تحزن ايها الملك ان الاميرة لم تمت بل ستنام لمدة مئة عام و ساجعلكم تنامون معها في نفس الفترة حتى لا تخاف الاميرة عندما تستيقظ, فقامت الجنية الطيبة بتحريك عصاها السحرية فنام جميه من في القصر نوما عميقا.

و اصبحت الحياة في القصر هدوء تام بعد نوم الجميع و نمت حول جدرانه نباتات كثيفة و انتشرت اشاعات و اقاويل بين الناس على انه يوجد تنين متوحش داخل القصر الصامت.

و بعد مرور مئة عام صادف ان كان امير يتجول في المدينة و شاهد رجلا عجوزا فساله عن اخبار القصر و الاشاعات التي سمعها من الناس فاجاب العجوز(منذ خمسين عاما اخبرني والدي انه سمع من جده انه هناك اميرة نائمة في هذا القصر),فاندهش الامير بشدة و اتجه الى القصر ليرى بنفسه ما سمعه من العجوز.و اثناء دخوله الى القصر وجد الامير صعوبة كبيرة في شق طريقه فالنباتات كانت كثيفة جدا بحيث انه كلما قطع غصنا ازداد نموه بشكل عجيب فصاح:لم ارى او اسمع من قبل بنبات كهذا,و فجاة جاءت جنية شابة طيبة و اعطته سيفا كبيرا و له اشارة صليب في مقبضه.

و بفضل هذا السيف استطاع الامير ان يقطع اغصان النبات و ان يصل الى القصر..و لكنه فوجئ بوجود تنين له لهب ناري و عندما امسك الامير سيفه ليرد عنه اللهب فانبعث ضوء من اشارة الصليب و تحول الى شعاع قوي اعمى الضوء القوي التنين فاستطاع ان يضع سيفه في رقبة التنين فتحول مباشرة الى جنية شريرة سرعان ما ماتت

عندما ماتت الجنية اختفت هي و النباتات الكثيفة التي غطت القصر فدخلت اشعة الشمس و تفتحت الازهار و غردت الطيور فحل الربيع بالقصر لاول مرة بعد مئة عام وقف الامير ينظر حوله و هو مندهشا فظهرت الجنية الطيبة و شكرته و قالت له نحن بانتظارك يجب عليك ان توقظ الاميرة.

وعندما دخل الامير صالة القصر وجد الملك و الملكة و الحراس و جميع من في القصر نيام, وعندما وصل الى الغرفة الخاصة بالاميرة وجدها في غاية الجمال امسك بيدها و قبل جفونها فاستيقظت الاميرة و في نفس اللحظة ابطل مفعول السحر و استيقظ كل من فى القصر.

اقام الملك وليمة كبرى و شكر الامير و قال له اطلب مني ما شئت فقال الامير(اريد ان اتزوج من الاميرة) فوافق الملك فورا و بارك جميع من في المملكة زواج الاميرة من الشاب الشجاع .

و جاءت الجنيات السبعة ليحتفلن بالزواج و كانت امنيتهن هذه المرة ان ينجب الزوجان طفلا جميلا و عاشا حياة سعيدة ملؤها الهناء.

Tuesday, May 25, 2010

موت مدرّس




وقعت احداث هذه القصة فى"قريات" وهى احدى المدن الصغيرة بسلطنة عمان القريبة من "مسقط" العاصمة، مدينة هادئة لم تلمسها يد التغيير كثيرا، كان هذا فى نهاية الثمانينيات حيث سافرت للعمل بالسلطنة كطبيب، وجاء توزيعى للعمل بها كطبيب وقائى للولاية ( الولاية هى اصغر شكل ادارى و تنقسم السلطنة الى 59 ولاية، يرأس كل ولاية والى ويساعده احد القضاة ويتبعه الشيوخ والرشداء فى القرى المختلفة).

كنت الطبيب المصرى الثالث الذى يفد الى هذه الولاية مع حشد من الأطباء الهنود، وتم استقبالى بشكل طيب من العمانيين وربطت بينى وبين القاضى "أبو سرور"علاقة حميمة وهو من احد اشهر شعراء السلطنة وله زوجة مصرية اصغر من كثير من اولاده، وتقارضنا الشعر كثيرا، وطاب لى المقام بقريات، ونسجت علاقات طيبة مع الجميع خاصة المصريين الذين كان أغلبهم من معلمى المدارس، حيث كنا دائمى الإلتقاء بالمسجد السنى الوحيد( توجد مساجد اخرى للشيعة والأباضية)، وكانت جلستنا الأسبوعية بعد صلاة الجمعة فى المسجد الأباضى حيث لم يكن مسموحا لصلاة الجمعة الا فيه، فى الأغلب يكون هذا اللقاء الأسبوعى فى بيتى.

من خلال هذه العلاقات العديدة كونت عدد قليل من الأصدقاء منهم الطبيبان المصريان بحكم المهنة والإنتماء وبعض المدرسين، وجمعتنا كثيرا لقاءات عائلية مكونين دائرة حميمية صغيرة، وكان من بين هذه الحلقة مدرس اللغة الإنجليزية الأستاذ محمد صلاح ومدرس اللغة العربية والدين الأستاذ محمد خميس وآخرين، كنا نلتقى يوميا بعد صلاة المغرب لنتمشى او نجلس حسب ظروف الجو حتى العشاء.

كانت تمشيتنا عادة على حافة الطريق الصاعد من المدينة فى اتجاه المستشفى وعادة على شكل مجموعات صغيرة من اثنين او ثلاثة ونقطع الطريق فى الحديث، فى هذا اليوم كنت أسير فى المقدمة مع احد المعلمين وخلفى مجموعة ثانية وكان الأستاذ محمد صلاح فى آخر الركب بصحبة الأستاذ محمد خميس متشابكى الأيدى وفى حالة نقاش ساخن يحمل الهواء اصواتهم بلا تمييز، وعندما بدأنا نشعر بالتعب والرطوبة العالية والجو الحار رغم اننا ما زلنا فى بداية الصيف قررت العودة مشيرا الى باقى الزملاء حتى نرجع.

يكمل هذا الجزء من القصة الأستاذ محمد خميس حيث حكى لى ما حدث فيما بعد اثناء سيرهم معا على المساحة الجانبية للطريق متجاورين، متشابكى الأيدى ويميلان برأسيهما على بعض لسماع الحديث حيث السيارات المسرعة تحدث ضجيجا عاليا، كان الاستاذ محمد خميس فى الناحية الداخلية للطريق المحاذية لحركة السيارات بينما الأستاذ محمد صلاح فى الناحية الأخرى، بشكل عفوى وتلقائى تبادلا مواقعهم وانفصلت ايديهم، فى هذه الأثناء كان الأستاذ محمد خميس هو الذى يتحدث، فجأة مرت سيارة مسرعة ولاحظ شيئا يطير فى الفضاء، وجه كلامه للأستاذ محمد صلاح قائلا: باين فيه شنطة طارت من فوق العربية اللى فاتت، والتفت اليه فلم يجده بجواره، كانت السيارة قد صدمت الأستاذ محمد صلاح وطار جسده الخفيف فى الهواء.

انتشر الخبر بسرعة البرق وهرع جميع المصريين المقيمين بالولاية الى المستشفى التى نقل الرجل اليها، كنت قد أدركت منذ البداية انه لا أمل فى إنقاذه فقد اصيب بكسر فى قاع الجمجمة أدى الى نزيف من الأنف والأذن ولكننى لم أصرح بذلك حتى اعلنت الوفاة رسميا بعدها بدقائق فى المستشفى، وكانت صدمة للجميع خصوصا لزوجته واطفاله.

عندما توجهت الشرطة المحلية الى مكان الحادث لتخطيط الجريمة، واثناء المسح وجدوا قطعة زجاج صغيرة من فانوس السيارة المعتدية، عملوا عدة اكمنة على الطريق الوحيد المتجه الى مسقط لعدة أيام حتى أمسكوا بقائد سيارة بها كسر فى زجاج الفانوس الأمامى مطابق لقطعة الزجاج ، بسرعة اعترف المتهم وقبض عليه وحول الى الأمن الداخلى بمسقط.

فى مثل هذه الحالات يظهر قويا تماسك المصريين فى الغربة، لاشك أنه فى الأحوال العادية يحدث تنافس بينهم يؤدى احيانا الى تصرفات عدائية وضغائن ودسّ لدى الرؤساء، ولكنهم فى الظروف الطارئة يظهر معدنهم الحقيقى، قسموا انفسهم الى فرق لإنهاء الإجراءات، البعض يذهب الى الشرطة، آخرين للسفارة، ايضا لوزارة التربية لإنهاء مستحقاته، البعض لشركة التأمين ولمدرسة الأطفال لإجراءات التحويل, آخرين لتجهيز العزاء، ولشركة الطيران للحجز، تجهيز الكفن والمغسّل والصندوق وتفاصيل أخرى كثيرة..... شكلواخلية نحل نشيطة وتوزعوا بعد ان عرف كل فرد دوره بينما بقى لى الإشراف والتنسيق بين الجميع، كانت كل الأخبار تتجمع عندى اول بأول، إصطدمنا بالعقبة الكبيرة فى السفارة المصرية، عادت المجموعة المكلفة بانهاء الإجراءات فى السفارة يحملون رفض ترحيل الجثة الى مصر بحجج غير مفهومة وغير مقنعة من خلال رئيس البعثة التعليمية، قال لهم ان الطبيب الشرعى اكد له ان ظروف الجو وحالة الجثة لا تسمح بنقلها الى مصر.

حدثت ثورة بين المصريين فى قريات وقرروا التحرك، فى تلك الأيام كان لا يوجد فى السلطنة الا طبيب شرعى واحد انجيزى الجنسية هو دكتور "رازرفورد"، توجه الى مسقط اثنين من المعلمين هما أحمد رضوان وجلال وذهبا الى مستشفى الشرطة بمنطقة الخوض لمقابلة الطبيب الشرعى، كان الوقت ظهرا والحر شديدا، أخبرهما احد المناوبين أن الدكتور غادر الى منزله من فترة قصيرة وأعطاهم العنوان حسب طلبهما.

سارا فى شوارع منطقة مرتفاعات القرم مشدوهين، منطقة هادئة وراقية بها مجموعة من القصور والفلل الفخمة والشوارع الواسعة والأشجار الكثيفة ، لا احد يتحرك فى الشارع، أمسك الأستاذ أحمد بالورقة وصارا يلفان المكان حتى اهتديا أخيرا الى فيللا صغيرة أنيقة عليها لوحة صغيرة مكتوب عليها اسم الدكتور باللغة الإنجليزية، كانت الساعة حوالى الثالثة عصرا، بتردد دقا الجرس وانتظرا بعيدا عن الباب، بعد لحظات فتح الباب رجل يلبس شورت وفانلة، سألاه ان كان هو الدكتور رازرفورد فأومأ بالإيجاب، كانا لا يعرفا الا كلمات قليلة من الإنجليزية وهو لا يعرف الا كلمات أقل من العربية، شرح له الأستاذ جلال المشكلة، أخبراه أن لهم زميل مصرى مات فى حادث سير وجثته فى المشرحة وان الطبيب الشرعى يرفض ترحيل الجثة، دعاهم الدكتور رازرفورد للدخول حتى يغير ملابسه، لم ينقطع حديثه طول الوقت عن مصر، أخبرهم بانجليزية حاول تبسيطها كثيرا كيف انه قارئ مدمن لعلم المصريات، ويعرف اهتمام المصريين بالموت والبعث، فى الطريق الى المستشفى بسيارته ذات الدفع الرباعى ذكر لهم انه منذ اكثر من سنه لم يعاين جثة مصرى، كانت تبدو عليه السعادة وهو يتكلم عن مصر وتاريخ الفراعنة، لم يكونوا على علم بمعظم ما يقول، بعد وصولهم اصطحبهم مسرعا الى الداخل، طلب من الموظف ان يفتح ثلاجة الموتى ويخرج جثة المصرى، بنظرة سريعة أخبرهم ان الجثة بحالة جيدة وانه سيقوم بعمل اللازم ويمكن نقلها الى مصر ولو بعد شهر، طلبوا منه شهادة تفيد بصلاحية الجثة للترحيل، فتح مكتبه وكتب لهم الرسالة ووقع عليها وختمها.

أسرعا الى السفارة وقد عقدا العزم على خوض معركة مع القنصل أو حتى السفير، لكن الأمور سارت بسلاسة وحصلوا على الموافقات المطلوبة.

فى الطريق الى المطار كان هناك رتل طويل من السيارات، تقريبا كل المصريين بالولاية وزوجاتهم وأطفالهم كانوا خلف سيارة نقل الموتى، كانت السعادة والبشر والإحساس بالإنتصارعلى وجوههم وكأنهم يزفون عريسا.

Friday, May 14, 2010

خاتمة كتاب "الحقيقة الغائبة" لشهيد الفكر / فرج فودة


يا إلهي ...

كم تردى المناخ وكم نحن في حاجة إلى عودته من جديد كما كان ، أحكي لكم ، واسمحوا لي ، عن قصة لا أتذكرها إلا ويطفر الدمع ، ويهتز الوجدان ، وهي قصة حدثت منذ سنوات قريبة ، يوم تشييع جنازة عريان سعد ، وعريان سعد قبطي مصري ، تطوع لقتل يوسف وهبة رئيس وزراء مصر ، القبطي الديانة ، والذي قبل رئاسة الوزارة في مصر حين امتنع الوطنيون ، حتى لا يكون القتل على يد مسلم فتثور الفتنة ، وقد نجا يوسف وهبة ، وسجن عريان سعد ، وعندما دق ناقوس الكنيسة لحظة تشييع جثمانه ، تصادف أن علا صوت مئذنة مجاورة بالآذان ، وهنا .. أجهش الجميع بالبكاء .. وشعر الجميع أنه هكذا يكون وداع عريان ..

لنا أن نبكي معهم بكاء الرجل العظيم ، على رمز عظيم شيعناه ، وتراث عظيم أضعناه ، وتاريخ عظيم نسيناه ..

أقسم لك يا عريان ، أن الآذان والناقوس سوف يتعانقان على هذه الأرض دائماً ، فالكل عابد الله ، عاشق للوطن ، وسوف تبقى مصر يا عريان ، شامخة كما أردت وكما نريد ، منيعة على الفرقة ، مستعصية على الفتنة ، مستحيلة الانقسام ..

ويا عقلاء مصر ...

هل نلتقي سويا على كلمة سواء ؟

Thursday, May 13, 2010

حبيبتى


فتألقى
فلك الجمال المطلق
ولك الحلاوة والطلاوة والصباح الريّق
ولك الصبا يمشى على شط الحياة المغدق
ولك الحياة جميعها
تحنو عليك فتشرقى

أنت الهوى والحب والتحنان
والوجد الفريد الشيّق
فتألقى
***
وتدللى
أنت الغرام الأول
أنت الحبيبة والعشيقة والهوى المتجمل
وأنت تاج القلب
والحب الجميل المخملى
أنت الرحيق الحلو
والخمر المعتّق
والجمال الآسر الخلاّب
فى الوجه الصبوح الأجمل
فتدللى

Tuesday, May 11, 2010

صلاح جاهين ..مرة تانية وتالتة



مع ان كل الخلق من أصل طين
و كلهم..... بينزلوا مغمضين
بعد الدقايق و الشهور و السنين
تلاقى ناس أشرار و ناس طيبين
عجبى


Though all are shaped of the same clay,

Born with eyes closed to light of day,
How come as the years follow one another,
They grow to be so good the one, so evil the other?