Thursday, December 21, 2006

من الفلكلور الشعبى القديم

أنا رحت برً البحيرة عشان أستريًح يوم
لقيت الغلب سابقنى بسبعين يوم
أنا قلت يا غلب مش تيجى يوم وترحل يوم
قاللى وازاى أجى يوم وأرحل يوم
وإنت مكتوب عليك الغلب من أول لآخر يوم
فلاح مصرى


Thursday, November 23, 2006

رسالة الى أمى

الى التى ماتت واقفة

أمى
وتدفعنى تباريح الأسى والحزن أن أكتب
الى أمى
ألوذ بها وأعتصم
وأدعوها
لتمسح دمعتى الحرّى
وتربت باليد المكلولة السمرا..............
................................................
مقدمة قصيدة كتبتها منذ زمن طويل, كان هذا فى حياتها, اما وقد غابت عن الحياة , فان الحاجة اليها أكثر الحاحا, تلك الصخرة العنيدة التى تحدت كل الصعاب, هذه السنديانة الباسقة التى ظللت على الجميع, تلك الشامخة فى غير كبرياء التى ماتت كالأشجار واقفة, كانت كالندى تضفى شعورا بالرضى على قسوة الحياة, تدافع عن صغارها كنمرة, أذكر عندما لدغتى عقرب أثناء جلوسى على السطح, قفزت هالعة لصرختى, وبيديها العاريتين انقضت عليها تقتلها وهى تقول : يا بت الكلب
***
رحم الله أمى

Monday, November 06, 2006

تانى


النسر قال للعقاب شيل بينا ياللا يا طير
قبل المذلة وقبل حكم الهفايا لا غير
دا إبن القويق جا حكم واتمدت أيامه
بلد إن حكمها القويق ما عدش فيها خير

Sunday, November 05, 2006

من الشعر المقاوم



يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرور
ْعقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
لا بُدَّ أن تدورْ
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
لم تهزموا الشعورْ ..
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
وظلَّتِ الجذورْ
نزار قبانى ...

Monday, October 30, 2006

البدلة الحمراء


عجيب أمر هذه الحياة, نحبها حتى العشق, ونتمسك بها بكل ما نملك, لكن لا نشعر بقيمتها الحقيقية الا فى اوقات الأزمات, حين نكون مهددين بفقدانها, فى اوقات المرض الشديد, وفى المحن الكبيرة, أوعندما يتقدم بنا العمر.
لم يكن فى حسبانه أن يحدث ما حدث على هذا النحو,فالبدايات لا تنبأ دائما بالنهايات, يستعرض مجمل حياته, حياة شبه طبيعية, لم تكن نعيما, لكنها لم تكن جحيما الاّ الآن.
هذه هى التجربة الأولى ويقينا الأخيرة, فقد انتهى كل شيئ ولابد أن يواجه الحقيقة, منذ أن لبس البدلة الحمراء فى حجز المحكمة بعد النطق بالحكم , وتحويل أوراقه الى المفتى, أحس بهذه البدلة شوكا يدمى جلده , ونارا تحرق جسمه.
منذ عودته من المحكمة تغير كل شيئ, تم عزله عن الجميع, ووضع الحديد فى قدميه, زنزانتة مختلفة, مضاءة ليلا ونهارا, على الباب شراعة كبيرة مفتوحة بها قضبان, وبالخارج يقف حارس يتم تغييره باستمرار.
تم تفتيش الزنزانة وإفراغ جميع محتوياتها , فقط بطانيتين سوداويتين أحدهما ينام عليها, والأخرى لغطائه, وأدوات طعام بلاستيكية, جدران الزنزانة مبطنة بالإسفنج, وحتى ادوات الحلاقة أخذوها, والبرش الليفى الخشن سحبوه, حتى لا يستعمل حباله لشنق نفسه, كخروف الأضحية يربونه للذبح, تمتم فى سرّه:أغبياء, لا يعلمون أننى أعشق الحياة ولوبقيت فى السجن إلى الأبد.
فى كل صباح, يأخذونه إلى باحة السجن للفسحة, إثنين من العساكر وضابط, يسيرون به فى ساحة السجن يوميا فى دورة كاملة,مارين بغرفة الإعدام, حتى يتعود على هذه الخطوات فى إنتظار اليوم الموعود.
هل يمكن أن تنتهى حياته بهذه السرعة, لم يحسب لذلك يوما, يفكر فى جدوى هذه الحياة, وما الحكمة فى مجيئه اليها أصلا, وما سبب هذا الوجود, أحيانا ما يشعر أنها مسرحية كبيرة يشارك فيها كل الكائنات على الأرض, الكل يمثل على بعضه, وهو يعيش كالحالم لا يملك من أمره شيئا.
أحس بدنو أجله, غمرته نوبه من الروحانيه, حاول إيهام نفسه أوالآخرين بذلك, يضع المصحف بين يديه معظم الوقت, عيناه زاغئتان بين الصفحات, رأسه مشحون بإنفعالات شتى, يشتاق لرؤيتها, ماذا لوتنازلت وقامت بزيارته لمرة أخيرة قبل أن يقتلونه.
ممنوع عليه الاتصال بالآخرين من السجناء أو تبادل الحديث معهم, حتى موعد زيارته اليومية لدورة المياة لا تتم الأ بعد أن تغلق الأبواب على الجميع, لا يحق له سماع الأخبار أوقراءة الصحف ولا الزيارات أو أىشيئ من هذا الترف, فقط هو الحارس الذى يتجاذب معه الحديث خلسة أحيانا.
تعاوده الكوابيس طوال نومه, يصحو مذعورا وحبل المشنقة يلتف حول رقبته فى عنف, تتراءى له الأشباح فى نومه ويقظته, لا يعرف الى اين يهرب من كل اللذين يطاردونه, حاول مرّة أن يتمرد بالدق بكلتا يدية على باب الزنزانة الحديدى, وكان الرد عليه بسرعة وخشونه شديدة, فلم يكرر المحاولة.
فرجة الأمل الوحيدة حين تحدد موعد جلسة محكمة النقض, أحس بالفرحة تغمره, هاهو أمل جديد فى البراءة أو تخفيف الحكم يفتح, أيضا سيخرج الى النور, ويستنشق هواءا طبيعيا, ويرى الناس و بعض الأهل, والأهم من ذلك أنه سيراها.
عاد كسيفا مكتئبا, يشعر بالارهاق النفسى والجسدى الحاد, تمنى لو أنه لم يخرج, صدق على الحكم قاض كئيب المنظر, عاتبه أقرباؤه بخشونه, وحين نزلت هى من سيارة السجن الأخرى فى ملابسها البيضاء, لم تعطه أدنى اهتمام, وفى قفص المحكمة الحديدى أعطته ظهرها وتطلعت الى الجهه الأخرى.
يحس أنه يختنق, لم تعد رئتيه تمتلآن بالهواء,يحس بنيران تمزق أحشائه, فقد الرغبة فى الأكل, تبدأ رحلة عذابه اليومى مع خيوط الفجر فى انتظار الساعة السادسة, يفتحون عليه فى خشونة, ويحملونه الى رحلته اليومية, يخفق قلبه بشدّة عندما يقتربون به الى غرفة الاعدام, يتنس الصعداء حين يبتعدون, يشعر انه كسب يوم جديد كامل.
فى تلك الليلة وقبل أن يستكمل السجّا
ن التمام على المساجين, لاحظ أحدهم من الزنزانة المقابلة يبعث اليه باشارات واضحة,غدا فى الصباح الباكر سوف يقومون باعدامك.
لم ينم, حاول الا يصدق, لكنها الحقيقة, هكذا وصل الى النهاية, صور جميع من عرفهم تتزاحم أمامه, الأموات يلتفون حوله فى فوضى, صورتها لا تفارقه, نوبات من البكاء الشديد تعاوده, ,قبل آذان الفجر شعر بصفاء روحى مفاجئ, أحس برغبة شديدة أن يصافح الجميع ويأخذهم فى أحضانه.
أفاق على جلبة وأقدام عنيفة على السلم الحديدى, كانوا هم, ومعهم آخرين, تحدثوا اليه بهدوء مصطنع, فقد القدرة على السماع أو الفهم, تقدم منه رجل يرتدى بالطو أبيض, وضع سماعة طبية على صدره, غريب ذلك الاجراء, ما معنى الاطمئنان على صحته فى هذا الوقت, لم يهتم ,كشبح يتحرك دخل آخر يرتدى عمامة, حاول أن يلقنه بعض الكلمات, غمغم وراؤه دون اهتمام, على الدرجات الأولى من السلم الحديدى ممسكين به حاول التماسك, رفع رأسه الى المساجين المكومين خلف شراعات الأبواب المغلقة,بصوت متحشرج قال: سامحونى, لم تستطع قدميه حمله, انهار على الأرض رفعوه من ذراعيه , كان بنطلونه مبللا, خارجا من باب العنبر, الضوء ساطع, لفحته نسمة هواء قوية, , باب غرفة الاعدام مفتوح ,بينما
الراية السوداء ترتفع على جدران السجن.

(تمت)

Thursday, October 26, 2006

عيون الكلام


ِلاتثقل يومك بهموم غدك
فقد لا تأتى هموم غدك
فتخسر سرور يومك

***
إذا سقطت قطرات الماء بإصرار

على كتلة صلبة من الصخر
ِحطمتها

***
قد تقابلك فى طريقك أحجار كثيرة
ولكنك يمكن أن تصنع منها سلما
يوصلك إلى غاياتك

Tuesday, October 17, 2006

من أشعار المعلقات


ِويوم دخلت الخدر خدرعنيزة
فقالت لك الويلات انك مرجلى
تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيرى ياأمرأ القيس فانزل
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
لدى الستر الا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله مالك حيلة
وما أن أرى عنك الغواية تنجلى
تضيئ الظلام بالعشى كأنها
منارة ممسى راهب متبتل
أمرئ القيس

من العالم الآخر


لا أذكر بالتحديد متى فارقت هذه الحياة، ربما لأنها لا تستحق أن تعاش، كان ذلك من عام تقريبا، أقل من ذلك لا بل أكثر، لا أدرى على وجه الدقة، أجهدنى التفكير، شعرت بصداع حاد، شيئ سيء الا يتذكر الإنسان متى مات.
أحاول أن أتذكر آخر عمل قمت به، ربما كانت زيارتى لعلاء ، بصعوبة تبدو ملامح الأشياء، لقد كانت مناقشةحادة، كان يدافع عما يقوم به النظام بحرارة، كان رأيى على النقيض، إحتدم النقاش وإرتفعت حرارة الجدل، هل تطور الأمر الى تشابك بالأيدى، لا أذكر.

***ضبابية هى الأشياء، تتداخل الرؤىوتتشابك، ربما كان ذلك يوم جمعة، كنا نتناول الغذاء كالعادة فى البيت الكبير، الوالدة تتوسطنا، توزع أنصبة الطعام ، الايدى تتحرك مسرعة بين المائدة والأفواه المفتوحة، شعرت بالضيق والتقزز، زاد من حدة الموقف الجلبة الشديدة ، الأصوات العالية، قرقعة الملاعق والأطباق، حاولت الإنتهاء من الوضع كله والهرب سريعا، بينما أعبر الشارع ، كانت سيارة قادمة من الإتجاه المقابل بسرعة كبيرة

***لعل ذلك كان أثناء عودتى فى وقت متأخر، الشارع يلفه الظلام، فاجأنى عند المنعطف، لاح لى وجهه كقالب طوب ممسوح الملامح، إستوقفنى بخشونة، تحدث بصوت غائم غير مفهوم، حسبته للوهلة الأولى متسولا يطلب إحسانا، إرتجفت وأنا ألمح نصلا يبرق فى الظلام

***لم أنتهى بعد من أغلب الأشياء، كانت مطالب الحياة ملحة ومتسارعة، لم أحسب للغد حسابه، الأولاد همومهم كثيرة، أقساط الشقة، الدين المستحق لأخى حمودة، مصاريف إصلاح السيارةالتى لم أدفعها، رأسى يؤلمنى، ماذا لو حدث لى مكروه.

أحيانا يختلط على الأمر، هل أنا قد مت فعلا أم ما زلت على قيد الحياة، دخلت الى الغرفة، الأطفال نائمون، بهدوء طبعت قبلة على خد كل واحد منهم، ذهبت إلى المطبخ و صنعت لنفسى شايا، جلست فى الصالة، أتفرج على التلفاز، مرت زوجتى أمامى فى طريقها إلى الحمام، لم تلتفت الى، فى طريق عودتها حاولت لفت إنتباهها، أصدرت صوتا، ورفعت صوت التلفاز، لكنها إستمرت فى طريقها الى غرفتها.

جالس فى المقهى، أنفث فى الهواء دخان النارجيلة، ها هو علاء قادم، ناديت عليه، إستنكرت صوتى، مبحوح أجش ، رفعت يدى عاليا، لم يرد، كررت المحاولة بلا جدوى.
إسبوع كامل أحاول التواصل مع الآخرين، الفشل يلاحقنى، زوجتى وأبنائئ وأصدقائئ و العالم المحيط بأكمله دون فائدة، فكرت فى إستخدام العنف للفت أنظارهم، ولكنى خشيت أن أسبب لهم أذى

سرت فى الطريق الحلزونى الخارج من البلدة، أشعر بالتعب والإجهاد الشديدين، الحر والغبار يكادان يقتلانى، لاحت لى المقابر عن بعد، مازالت المسافة طويلة، حاولت إيقاف سيارة بلا جدوى، عاودت جر قدماى، مجهدا وصلت، إتجهت مباشرة إلى مقبرتى، الباب مفتوح، دخلت مسرعا، باطن القبر مفتوح، لا يوجد بالداخل جثة، رائحة القبر ليست كريهه، نسمة هواء محببة, تسحبت داخلا، نظرت إلى الحفرة المستطيلة, و تمددت فى هدوء
تمت

Saturday, September 02, 2006

وداعا ....عم نجيب


مات أصدق من عبر عن الطبقة الوسطى, فى مشاعرها, واحاسيسها, ورغباتها المستمرة فى التسلق والصعود الى اعلى, واحباطاتها المستمرة لعدم امكانها تحقيق ذلك (بداية ونهاية-القاهرة الجديدة- اللص والكلاب.....الخ)
ولأنه صادق مع نفسه ومع الآخرين فانه لم يكتب الا عن هذه الطبقة التى عايشها وعاش معها, فلم يكتب اى عمل عن اى من الطبقات الاخرى كالفلاحين أو العمال, انما كانت
جل اعماله عن هذه الطبقة
.***
رحم الله أديب نوبل
***
وداعا عم نجيب

من أشعار صلاح جاهين

البنت و الولـــــــــــــد
البنت فارت و الولد خنشر ...
يا داهيه دقّى ! .. ألف بعد الشر ..
يا ريتها كانت نزلة شعبية ،
و الا وجع فى البطن .. يتدبر .
الا اللى نابهم ، كان قضا وصابهم ،
مالوش دوا ، و لا طب ، يا سى أنور .
البنت فى الاعدادى لسّاها ،
كان إيه لزوم الغصن يتدور ...؟
و الا الولد ، ده يا دوب دخل ثانوى ،
ليه خده ينطر شوك ، بدا المنظر ؟
مش لما بس يكملوا علومهم .. ؟
ما كانش يومهم ، يا النهار لا غبر !
لو كان عليا .. لا واد ، و لا بنّيه ،
أخلى فيهم ( مللى ) يتغير ،
غير لما يبقوا أساتذه ، بماهيه ،
و بيت جميل ، مفروش على صغّير !

Monday, August 28, 2006

منطقى ...جدا

أراد عقرب أن يعبر نهر النيل الى الضفة الأخرى, ولأن العقرب لا يعرف العوم, أراد
الاستعانة بضفدع تصادف وجوده على الشط, فطلب منه أن يحمله على ظهره ويعبر به
النهر, ولكن الضفدع رغم شهامته تردد خوفا من غدره, وحاول العقرب اقناعه بأن لا
خطر عليه, فلو أنه حاول الغدر به فانهما سيموتان معا, وبينما هما فى عرض النهر شهر
العقرب مؤخرته السامة ولدغ الضفدع, وبينما يهويان الى القاع صرخ الضفدع قائلا : ألم
تقنعنى بالمنطق أنك لو لدغتنى سنموت معا , فلماذا صنعت ذلك, قال العقرب وهو يلفظ
أنفاسه الأخيره: ومتى كان هناك منطق على ضفاف النيل يا أحمق

Tuesday, August 22, 2006

قضية للمناقشة



اراء الشيخ الدكتور حسن الترابى
بين السياسة ...والدين


ما يشدنى الى الشيخ حسن الترابى هو ابتسامته الدائمة , وهدوئه , وقوة منطقه.
وبالرغم من اتفاقى او عدمه مع ما يطرح من اراء الا اننى اجدها جديرة بالمناقشة. اسمه بالكامل حسن عبد الله دفع الله الترابى ,من مواليد عام 1932 بولاية كسلا بالسودان ,حصل على الماجستير من جامعة لندن والدكتوراة فى القانون الدستورى من جامعة السوربون , واصبح الرجل الأول فى جماعة الاخوان المسلمين بالسودان منذ عام 1969 والمحرك الفعلى لحكومة الانقاذ منذ استيلاء الفريق عمر البشير على السلطة وحتى وقوع الخلاف بينهما منذ سنوات, قضى عدة سنوات بين سجن كوبر والاقامة الجبرية فى منزله.
فى الاونة الاخيرة طرح الدكتور الترابى عدة افكار اثارت عليه ثائرة المتشددين الاسلاميين بالسودان وخارجه , وهذه الافكار على سبيل القطع لا الاحاطة تتمثل فيما يلى:
اولا) يطرح الدكتور اهمية وجود فقه شعبى يكون مصدره الاساسى اجماع الامة وليس الكتاب والسنة

ثانيا) أفتى بالمساواة بين شهادة الرجل والمرأة ودلل على امكانية ان تؤم المرأة الرجال فى الصلاة.
ثالثا) أباح زواج المسلمة من الكتابى غير المسلم واعتبر ان الحجاب ليس فريضة اسلامية.
رابعا) فرق بين السنة واجبة الاتباع وبين التصرفات الشخصية للرسول.
خامسا) أنكر عودة المسيح فى اخر الزمان.
سادسا) أنكر وجود حد للردة فى الاسلام.
سابعا) اعتبر أن شروط الامامة التى يذكرها البعض سخيفة .
هذا بعض من فيض مما افتى به الشيخ زعيم جماعة الاخوان المسلمين بالسودان.
والان دعونا نتناقش حول هذه الاراء, واذا ما كنتم تريدون الأسس التى بنى عليها الدكتور الترابى هذه الاراء فهى موجودة ومتوفرة
وفى انتظار تعليقاتكم.

Friday, August 18, 2006

الى بيروت ....مع حبى


ارجعى يا بيروت
ترجع الأيام


اليك بيروت رغم الحزن والألم
رغم الدمار،وجرح القلب مضطرم
اليك من مصر حبا جارفا وهوى
من الكنانة أرض النيل والهرم

Wednesday, August 16, 2006

مناجاة

يا نجمتى فى ضلام الليل دلينى
امتى يهل الصباح والفجر لما يبان
يهدى الحيارى ويفتح للأمل بيبان
وتدور سواقى المحبة
تروى عطاش الأحبة
وقلبى مركب شراعه وشرعته الانسان
***
وانتى على الشط واقفة
يام النهود الطهارة
يام العيون الجسارة
والقلب نبع الحنان
***
مدى حبال السلب دا البحر عالى الطوف
مدى الأيادى وعدى من جبال الخوف
خللى النهار ربان
غنى ياللى أمان
***
يا ليلى آه يا عين
ياليل يابو جناحين
يا مجمع القلبين
فى الليل فى زنزانه
ياليلى آخ يانه
دا الليل عليه طويل
بيفرفط المواويل
ويا صفير القطر
***
( يا وابور الساعة اتناشر
يامقبل عالصعيد
سلملى عالحبايب
يا بو عجل حديد )
***
تسهر حبيبتى ف عيونى
والحنين سهران
نحكى حكاوى الهوى
ويا غنا الكروان
لما الصباح يصبح
***
يا ناجى سيبنى أنام
وانت يا عم امام
يا منادى عا الجلسة
لسة يادوب لسة
***
يا طالعين البراح
حبى معاكو راح
أمانة منكم أمانة
تبلغوه السلام
وتجيبو منه علامة
***
يا حبيبى باستناك
ونبض قلبي محبة
وفاتح لك الشباك
يوماتى بعد التمام
سجن الحضرة

من الرباعيات

النهد زي الفهد نط اندلع
قلبي انهبش بين الضلوع و انخلع
ياللي نهيت البنت عن فعلها
قول للطبيعة كمان تبطل دلع
عجبي
!!!
صلاح جاهين

Friday, August 11, 2006

من أشعار المعلقات

أمانا أيها القمر المطل
فمن لحظيك أسياف تسل
يزيد جمال وجهك كل يوم
ولى جسد يذوب ويضمحل
لبيد

Tuesday, August 08, 2006

من الشعر الأندلسى


بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا

شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا

نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا
،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا

حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ

سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
ابن زيدون

من الشعر العذرى

فلو ارسلت‏يوما بثينة تبتغي

يميني وان عزت علي يميني

لاعطيتها ما جاء يبغي رسولها

وقلت لها بعد اليمين سليني
جميل بثينة

Saturday, August 05, 2006

من أصحاب المعلقات

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمى فأجملى
أغرك منى أن حبك قاتلى
وأنك مهما تأمرى القلب يفعل
أمرئ القيس

من أصحاب المعلقات

ولقد ذكرتك والرماح نواهل
منى وبيض الهند تقطر فى دمى
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
عنترة

Tuesday, July 11, 2006

شخصيات من السجن


أبو سنسة
عرفته مع بداية عملى بالسياسة, عندما رسبت فى مادة الكيمياء الحيوية فى السنة الثانية, وكان على أن أعيد السنة فى هذه المادة فقط, ولإستمرار بقائى بالأسكندرية حيث أصبحت مجالى السياسى, ولرفع عبئى المادى عن أبى الفقير, قررت البحث عن عمل.
كان لى قريب يعمل مهندسا فى القطاع الخاص, قصدته للبحث عن عمل, توسَط وألحقنى بعمل مؤقت فى شركة حسن علام للمقاولات, فى إحى العمليات بمصنع باتا للأحذية بمنطقة القبارى, حيث إلتقيت به هناك.
كان يعمل بالبوفيه, يصنع الشاى والقهوة للموظفين والعمال بالعملية, عرفت فيما بعد أن إسمه الحقيقى محمد فريد حسنين, ولقَب بأبو سنسه تكنية بإبنته سناء, إقتربت منه كثيرا فى هذه الأيام, تعرفت على الجانب الإنسانى من شخصيته, وحكى لى قصته.
عاش حياة عريضة مليئة بالأحداث, ولد لأسرة رقيقة بمنطقة الورديان, عمل منذ طفولته بأكثر من مهنه, لينتهى به المطاف فى تجارة المخدرات, صبيالأحد المعلمين, فموزعا, ليستقل بنفسه فى النهاية كواحد من التجار الصغار,لينقل نشاطه بعد ذلك إلى مرسى مطروح كواحد من اكبر التجَار بمنطقة الصحراء الغربية.
أقام فى مرسى مطروح وإمتلك فيها بيتا, وعاش فيها كأحد الأعيان دون أن يعرف أحدا بنشاطه, وصاهر أحد كبار شيوخ القبائل بها من إبنته’’كاميليا‘‘وكانت على جانب كبير من الجمال.
كان شديد الذكاء, وعلى درجة عالية من المراوغة, فلم يستطيعون إصطياده, رغم محاولة نصب العديد من الكمائن له, أخيرا عندما قدم الى المنطقة ضابط مباحث شاب على درجة عالية من الغرور, حاول أكثر من مرة أن يوقعه متلبسا لكنه فشل, وأخيرا , لفَق له قضية, وقبض عليه وحوكم وحكم بالمؤبد, واودع السجن.
فى السجن إنقطعت عنه جميع الأخبار, لا زيارات, لارسائل, لاشيئ على الإطلاق, مرَت أيام عصيبة, بعدها إستعاد توازنه, ألحقه مأمور السجن بخدمته, وهذا يعتبر فى عرف السجون حظوة كبيرة, بعدها بدأ يمارس بعض أنواع التجارة بين المساجين, لتلبية إحتياجاتهم البسيطة, محققا دخلا لا بأس به, يمكنه من الصرف على نفسه, وتحقيق فائض مناسب.
عاود الإتصال بأسرته, متابعا أخبار زوجته وإبنتيه, كبروا وهو بالسجن, لم يطلب لنفسه شيئا, بل حاول المساعده من بعض دخله من التجارة, عندما تقدم لخطبة سناء عريس, كانت هديته لها غرفة نوم صنعت فى ورش السجن, إشتراها بالتقسيط.
بعد إنتهاء مدة حبسه (15عاما) ,خرج إلى الحرية, ولم يكن هناك أحد فى إنتظاره, ذهب مسرعا إلى مرسى مطروح, مشتاقا الى زوجته وإبنتيه, كان إستقباله فاترا, لم يكن مرحبا به من زوجته أو والدها, لم يكن يحسن عملا, ولم يشأ العودة الى المخدرات, أقسم أن يبتعد عنها نهائيا, إشتغل عاملا فى أحد المقاهى, يعود آخر الليل مكدودا, لا يجد من يؤنسه, زوجيه تصدَه بإستمرار, والبنات لا يعرنه أى إهتمام.
ضاقت به الحياه, تعرف أثناء ذلك على مهندس شاب من روَاد المقهى, طلب مساعدته فى البحث عن عمل, عرض عليه هذه الوظيفة, عامل بوفيه بعملية توسعات مصنع باتا بالقبارى.
***
إستقر به المقام بالأسكندرية, وبدأت أحواله فى التحسن تدريجيا, حيث أصبح يبيع شاى وقهوة ومشروبات إلى عمَال المصنع, إستأجر شقة بالورديان, ,تزوج من أرملة من الصعيد,مقيمة فى الأسكندرية, وأنجب منها طفلة أسماها’عبير‘, دعانى لحضور حفل سبوعهاالذى أقيم على سطح البيت, موسيقى وأضواء وعوالم, شاهدت لأول مرَة من يسمون حرامية الجمرك, الذين يسرقون السفن التجارية من الميناء, ويتعرضون لمطاردة رجال الشرطة وإطلاق النار عليهم, كانوا يرقصون ويتباهون بالحصول على الجنيه من فوَهه البندقية.
توثقت علاقتى به, أخبرنى ذات يوم أن زوجته الأولى أدخلت المستشفى بالأسكندرية, كانت ماتزال زوجة له, رفضت الطلاق منه, عندما ذهب لزيارتها رفضت مقابلته, ذهبت الى المستشفى لرؤيتها, من باب الفضول, كانت ترتدى ملابس المستشفى, وتضع على رأسها إيشارب أحمر,لها سنَة ذهبية, بالغة الجمال والأنوثة.
مع إقتراب موعد الإمتحان ودعتهم, وعدت الى الدراسة, وإتمرت علاقتى بأبو سنسة متفرقة لبعض الوقت, ثم إنقطعت أخباره عنى لعدة شهور.
فى أحد ايام يوليو الحارة, كنت قريبا من سكنى فى منطقة’زوسر‘ إلتقيته, كان يمشى شاردا, ذقنه طويله, ملابسه غير مهندمة, ناديته فلم ينتبه, أسرعت تجاهه, إحتضننى بين ذراعيه, سأل عن أحوالى ودراستى وعلاقتى بأسرتى وأشياء أخرى كثيرة قبل أن أسأله عن أخباره, دمعت عيناه وهو يقول, أتذكر عبير التى حضرت سبوعها, لقد تركتها الآن فى البيت ميته, وأمها معها, وأغلقت عليهم باب الشقة, وليس معى مصاريف الكفن والجنازة, سألته وعملك ماذا صنعت به, أجابنى بمرارة, تركته عندما شتمنى المهندس بشرى بأمى, لم أحتمل, شتمته , فترضنى من العمل.
أعطيته ما كان معى, وكان قليلا على أى حال, حاول معرفة مكانى لرد المبلغ لاحقا, رفضت قائلا , يوما سنلتقى.
***
إنشغلت بعد ذلك بالعمل السياسى فى الجامعة,ولم يعد فى الذهن مكان لأبوسنسة, حتى كان يوما قبض على مجموعة من الزملاءوالزميلات وأنا بينهم, وإقتادونا إلى السجن, وفى الصباح عندما فتحوا الزنازين للفسحة, رأيته, كان فى الدور الذى يعلونا من العنبر, ناديته, فإلتفت إلى مشدوها وألق بنفسه على الدرابزين ليسقط أمامى, بالأحضان كان لقاؤنا, سألنى مستغربا عن سبب دخولى السجن, لم أشأ أن أطل, مجيبا’ سياسة‘.
حكى لى محدثا منذ آخر لقاء, ضاقت به الدنيا بعد وفاة إبنته وعجزه عن الحصول على عمل, لم تكن لديه خيارات كثيرة,لكن لم يفكر لحظة فى العودة لتجارة المخدرات, فكر فى شخص يقرضه مبلغا متواضعا ليبدأ به مشروعا صغيرا, نصبة شاى بأحد النواصى أوالميادين, فجأة تذكر ’بسيمة‘.
كانت تسكن بالطابق الأرضى بأحد عمارات سبورتنج القريبة من الكورنيش, عملا معا منذ أكثر من عشرين عاما فى تجارة المخدرات, طرق باب شقتها مترددا, فتحت له فتاة يمتلأ وجهها بالمساحيق, سأل عن المعلمة, سمحت له بالدخول حتى تستأذنها, جلس فى الصالون متوترا, دخلت عليه, عرفته مباشرة, رحبت به كثيرا, أخبرته أنه لم يتغير, سألته عن أخباره, عندما طلب منها المال لم تتأخر.
سألها بتردد عن أخبار تجارتها, أجابته أنها كفت عن تجارة الكيف إلى مجال آخر من التجارة, الرقيق الأبيض أو الدعارة, لديها عدد من الشقق المفروشة, وعدد من العاهرات, يشتغلن لديها فى أقدم مهنة عرفتها المرأة.
بعد الغذاء, أثناء وجوده فى الحمام سمع جلبة بالصالة, فوجيء برجلين يحملان مطاوى ويهددن المعلمة والبنات, إستل سكينا من المطبخ وخرج لهم, ما أن رأوه حتى القوا بالمطاوى وهم يعتذرون, لم نكن نعرف أنك موجود يا معلم, تذكرهم, كانوا بعض صبيانه فى ذاك الزمن.
أحست المعلمة انها وجدت أخيرا الشخص الذى تبحث عنه, ألحَت عليه أن يعمل معها ’بودى جارد‘, لم يجد بدا من الموافقة, خاصة انه لا توجد لديه خيارات أخرى مغرية.
تحول إلى رجل ليل, وذاع صيته فى كباريهات الأسكندرية, وعلى الكورنيش, بعد فترة قصيرة فكر فى الإستقلال بالعمل لنفسه, كان له ما أراد, أصبح لديه عدد من الشقق, وشبكة من العلاقات, ومال كثير.
لم تكن زوجته الثانية تعلم عن عمله شيئا, وفى يوم قبض عليه مع مجموعة من فتياته, ودخل السجن, حيث إلتقينا هناك.
فى السجن أخبرنى أن معه محام شاطر, وأنه سيخرج قريبا بكفالة, عرفت من إحدى زميلاتنا فى سجن النساء أن هناك مجموعة من البنات يسمين ’بنات ابو سنسة‘ فصدَقت روايته, بعد مدة تقرر الإفراج عنَا, كان مازال هناك, طلب منى أن أذهب إلى بيته فى الورديان لنقل رسالة الى زوجته, ولكننى بعد الخروج لم أهتم كثيرا.
***
بعد خروجى بشهور كنت أقف فى شارع محرم بك فى إنتظار الاتوبيس, فجأة وقفت سيارة أمام المقف وإذا به يقودها مناديا على, ركبت معه مستغربا, أخبرنى أنه خرج من السجن بالأمس فقط ,وأنه فى طريقه إلى المحامى, أخبرنى أنه فى إنتظارى الليلة لنسهر معا, وعدته أننى سأكون على الموعد, ولكننى قررت عدم الذهاب.
تمت

Tuesday, July 04, 2006

من الشعر الشعبى

النسر قال للعقاب شيل بينا ياللا يا طير

قبل المذلَة وقبل حكم الهفايا لا غير

دا إبن القويق جا وحكم وإتمدت أيامه

بلد إن حكمها القويق ما عدش فيها خير

Monday, July 03, 2006

إشتياق

الزيف فى كل مكان
الزيف ملا الأركان وفاض
الزيف بيتباع علنى فى الدكاكين
معشش فى حمى الدواوين
طالل من السحنات ف بسمات صفرا
الزيف فى كاس النبيت
أحمر بلون الدما
ممصوصة م الفقرا
الزيف فى كلمة خانعة ممطوطة
’’ياسعادة البيه‘‘
فى رنَة الفضة على رخامة
وف زحمة الأسواق

الزيف فى أى مكان
الزيف فى كل مكان
***
وإنتى على البر واقفة
يم الأيادى العفية
يم النهود السخية
وام العيال سمرة بلون النيل
وام البنات حلوة ياعين ياليل
وعنيكى نبع الحنان
***
إرمى حبال الأمان دا البحر عالى الطوف
مدى الأيادى وعدَى من جبال الخوف
خلى النهار ربَان
غنى يا للى أمان
***
والله زمان يامصر
تشَقى توب القهر
وتستحمى بمية المحاياه
وتطلعى للعلالى
راكبة اغلى مهر
لجلن توَفى الندر
وولادك المغاووير على بابك
بينازلوا غصَابك
ويحلبوا م الليلى
ليكى أحلى نصر
***

والله زمان يا مصر

Tuesday, June 27, 2006

من اصداء الحركة الطلابية فى السبعينات

الى من رحل فى هدوء
الى روح الصديق المناضل /لطفى نور الدين

تأتى هذه الوداعية متأخرة ربما ثلاثون عاما عن موعدها, لكن لعل الظروف هى التى حكمت بذلك ,ودون الدخول فى التفاصيل دعونا نبدأ .
حدث هذا فى بداية عام 1973حيث كان الإعتصام الطلابى بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية قد تم فضَة بالقوة بواسطة الأمن المركزى, وذلك بعد أن شعرنا بالإرهاق من السهر والبرد والضرب يوميا من العناصر الطلابية المباحثية, حيث كانوا يتربصون بنا يوميا بعد منتصف الليل, و كان عددنا قد تقلَص الى حد كبير,خاصة فى فترات المساء بعد إنتهاء الإجتماعات.
كان قد تم اختيارى لأمانة السكرتارية,وهى وظيفة بيروقراطية لكنها كثيرة الأعباء وحساسة, حيث أنها تسمح بتوجيه الموقف حيث تريد القيادة, وكنت من على المنصة المحه يتحرك كثيرا, يملك وجها بريئا وقلب طفل, يقوم بأعمال كثيرة لكنها غير ظاهرة, أعتقد إن لم تخوننى الذاكرة أنه كان فى لجنة التموين, وهى اللجنة المسؤولة عن كل الإمدادات المطلوبة للإعتصام ووكانت أعبائها متنوعة وكثيرة.
كنت قد أعلنت فى الميكروفون الداخلى قبل فض الإعتصام أن غدا الأحد التاسعة صباحا هوموعد التجمع أمام المجمع النظرىللقيام بمظاهرة, كنَا ملتهبين حماسا فى تلك الأيام, والرغبة فى التحدى عارمة, ولا توجد حدود لطموحاتنا
تسللنا فرادى من الأبواب الخلفية للكلية, وتفرقنا لقضاء ماتبقى من الليل على موعد اللقاء فى الصباح.
مرَت الليلة هادئة على عكس التوقع, وفى اليوم التالى كنَا بالموعد, بدأنا التجمع داخل أسوار المجمع النظرى, وما أن شعرنا أن حلقة الزملاء والزميلات بدأت تكتمل حتى قررنا أن نتحرك, طفنا بالكليات الثلاث رافعين شعاراتنا, ثم خرجت المظاهرة الى الشارع فى الطريق الى كلية الهندسة, فوجئنا بوجود أعداد غفيرة من قوات الأمن المركزى تملأ الشارع, مع وجود عدد من البوكسات لإخلاء من يقبض عليهم, صممنا على التحرك, بدأت بعض عناصر أمن الدولة والضباط فى محاولة فتح نقاشات جانبية لشق وحدة الصف, كنت قد لاحظت أن بعض الزملاء قد دخلوا فى مناقشات حامية مع رجال الأمن, رفعت صوتى صائحا: المسيرة تستمر,,,,,المسيرة تستمر , بعدها مباشرة بدأ هجوم قوات الأمن , وإرتفت العصى والهراوات على رؤوسنا,وبدأوا بالقبض علينا وتحميلنا فى البوكسات حتى
إمتلأ البوكس على آخره بالمتظاهرين وألقى بى أرضا بالبوكس وإنهال على أحدهم ضربا وهو يقول: خد يا بتاع المسيرة تستمر
عندما بدأ البوكس فى التحرك, وكان لطفى لم يقبض عليه , نظر حوله
فلم يجدنا,وجدناه فجأة يجرى متسلقا السلم الخلفى للبوكس, ملقيا بنفسه بيننا وهو يصيح: خدونى معاكم
***
فى السجن كان يتمتع بجلد وصلابة, كان راغبا فى المعرفة, دائم البحث عن الأفكار, يقدم خدماته للجميع فى صمت وتواضع, وكان دائم التفاؤل. قررنا الإضراب عن الطعام مطالبين بتحسين ظروفنا المعيشية,من ذلك السماح لنا بالزيارات, والسماح بالجرائد والكتب, وبزيادة وقت الفسحة
كان نظام السجن الأَ يتم الإعتراف بالإضراب عن الطعام إلا بعد مرور أربع وعشرون ساعة, أى حينما يقدم الطعام فى اليوم التالى ويجدون طعام الأمس لم يمس,حينها تبدأ مجموعة من الإجراءات العقابية.
قبل بداية هذه الإجراءات يتم إجراء تحقيق منفرد مع كل مضرب على حده, عن أسباب هذا الإضراب,وتحذيره من العواقب,بعد ذلك يتم نقل المضربين الى غرف التأديب,بعد تجريدهم من كافة ما معهم ولا يسمح لهم بشئ الاَ ببرش وبطانية وجردلين أحدهما للبول والآخر للشرب وكروانة معدنية للطعام.
كنت لم أنتهى بعد من كتابة بيان الإضراب والذى سيتم تسريبه للجامعة, كان البيان عادة يبدأ بسقف عال من المطالب وعلى رأسها الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين فى كافة السجون المصرية مرورا بذكر الحقوق الديموقراطية من تنظيم وإضراب وتظاهر وإعتصام , ثم يتدرج البيان الى أن يصل إلى مطالبنا الإجرائية البسيطة, وتختتم جميع بياناتنا بعبارة ( كل الديموقراطية للشعب, كل التفانى للوطن.
***
كانت الشمس توشك على الغروب, وضوء النهار الآتى من كوَة عالية بالسقف يوشك أن يتلاشى, بينما كنت أمسك ببقايا قلم رصاص وقطعة من الورق فى حجم راحة اليد تم تهريبهما بوضعهما بين ثنايا البرش تضفيرا أثناء نقلنا للتأديب, كنت أكتب العبارة الأخيرة للبيان إستعدادا لتهريبه إلى خارج السجن عن طريق أحد أفراد الحراسة المتعاطفين ليتم نشره بالجامعة.
سمعت صوتا وجلبة بالخارج, تخيلت للوهلة الأولى أنها أصوات تغيير مناوبة الحرس, لكن الأصوات إرتفعت, سمعت المفاتيح تدور فى الأبواب بقوة لفتحها, لم تكن عندى فرصة لعمل أى شيئ, وضعت البيان فى جيب البنطلون الأيمن والباب يفتح بعنف ويد خشنة تقذف بى إلى الخارج.
وجدنا بالإنتظار بالخارج قوة من الحرس تقدر بحوالى عشرين فردا, على رأسهم مأمور سجن الحضرة فى هذا الزمن ويسمى ’’كميل عطالله ‘‘وكان يسميه المساجين لقسوته وبطشه ’’كميل شمعون‘‘.
بدأت الحملة فى تفتيش الزنازين وكلما إنتهوا من تفتيش زنزانة فتشوا أحدنا ذاتيا ثم سحبوه ليقذفوا به داخلها ويغلقوا الباب عليه بعنف.
كان وقوفى قبل الأخير, بعدى مباشرة كان ’لطفى‘ ,وضعت يدى فى جيب البنطلون على الورقة, جاء دورى وبدأ أحد العساكر تفتيشى, إبتداءا من شعر الرأس, وكانت أصابعى على الورقة تكورها ببطإ ,و قبل أن يسحب يدى إلى خارج جيبى رفعتها بسرعة لأضعها فى فمى وألوكها بين أسنانى بشدَه.
كانت عين المأمور كالصقر تراقب المشهد, إنتفض صارخا: طلعو الحاجة اللى حطها فى بقه إبن الكلب, تكالبوا على, أمسك احدهم بفكىَ بشدة محاولا فتحهما,بينما آخر يضغط بيده الغليظة على رقبتى, والآخرون ينهالون بالضرب على بطنى, سحبتهم وسقطت أرضا, إذداد الضرب على بطنى بأحذيتهم, وبعد أن إنتهيت من مضغ الورقة بصقتها.
فى هذه الأثناء لم يكن لطفى يدرك ما حدث , لكنه بتلقائية بدأ فى الصراخ والإشتباك معهم, مناديا على الزملاء, ليبدأ الصياح والشتائم من داخل الزنازين.
بسرعة مد المأمور يده للإمساك ببقايا الورقة المهترأة الممزوجه بالدماء والبصاق والطين, أسرع أحد الحرس بإخراج منديله ووضعها فيه.
إنتصبت واقفا, نظر إلى المأمور نظرة تحدى وإنفعال: فاكر نفسك بطل, والله لأربيك. نظرت إليه باسما فى سخرية وأنا أحاول أن أتماسك.
قذفوا بى فى الزنزانة, إنبطحت على أرضها الرطبة, لا أقوى على الحركة, مستعيدا المشهد كله, شاعرا بالنشوة أننا ما زلنا صامدين نقاوم, وما زالت المعنويات عالية.
***
أفقت لا أدرى متى من الليل على صوت دقات على الجدار من الزنزانة المجاورة, إنه لطفى, ناديت عليه, رد بصوت ضعيف قائلا أنه مريض, ويتنفس بصعوبة,لأنه مصاب بمرض عضال بالقلب, إنتبهت جيدا, بدأت بالدق والنداء على الزملاء اللذين إستفاقوا من النوم وبدأوا بالقرع على أبوب الزنازين الحديدية مستخدمين الكروانات.
فى عنبر التأديب لا يوجد حرس داخلى, أو ما يسميه المساجين’غفر الليل‘ ,وهم عادة لا يستجيبون لأحد , ولكنهم بسبب إصرارنا إستجابوا لإصرارنا وطلبوا نجدة, بعدها بوقت بسيط سمعنا صوت البوابة الرئيسية للتأديب تفتح, وصوت المأمور يأمر بفتح الزنزانة الخاصة بى, وعندما فتح الباب فوجئت بأنوار ساطعة موجهه الى وصوت يقول:تعال, وجدت بالخارج عدد من العساكر يحملون نقاَلة والمأمور كميل مرتديا بيجاما عليها روب دى شامبر يسألنى: فين زنزانة زميلكم المريض.
بعد أن حمله العسكر وإتجهوا به للخارج , بإتجاه مستشفى السجن, إلتفت الٌى المأمورقائلا:عرفت إن زميلكم مريض ,جيت بنفسى. وتغيرت نظرته ونبرات صوته وهو يقول:إسمع, مش إنتوا بس الوطنيين, إحنا كمان كنا بنعمل مظاهرات ضد الإنجليز, ولم ينتظر الرد بل إستدار ذاهبا.
***
بعد أن خرجنا من السجن إختفى عنَا مدة من الزمن, كنت كلما سألت عنه جاء الرد أنه مبتعد لإنهاء دراسته. بعد تخرجه, عاد مرَة أخرى الى النشاط الوطنى بقوة, شارك فى اللقاءات السياسية, والمؤتمرات الشعبية, وكافة الوان النشاط الجماهيرية
***.
بعد شهور غادرنا فى هدوء دون أن يحدث جلبة
***.
وداعا لطفى نور الدين
***
وداعا أيها الصديق

Thursday, June 08, 2006

من الشعر المقاوم


كم الساعة الآن
الثامنة صباحا
لا بأس إذن
فأمامنا نهار هادئ
فتقاليد الشرطة الاً تقتحم الدور نهارا
ناظم حكمت
قولو الحقيقة
لثلاث دقائق
ثلاث دقائق فقط
وبعدها فليقتلوكم
يفتوشنكو
فأنت إن نطقت مت
وأنت إن سكت مت
قلها ومت

Sunday, June 04, 2006

من الأدب الفرعونى

الراعى

كان الراعى ذو القدمين الحافيين, والملابس الرثة, والأنامل الرقيقة, يرعى أغنامه البيضاء, خلف قصر الأمير سى نعت الحاكم الإله, السر المقدس, ذو التاج الأعظم
كان قصر الأمير الحاكم يقع على ربوة مرتفعة,وكان ذى أبراج عظيمة, وعلى أسواره يقف حرَاس أقوياء

كان الراعى سينان رع يجلس تحت شجرة التوت مسترخيا والأغنام من حوله تمرح وتلعب وهو ممسكا بالناى محركا أصابعه على فتحاته ليبعث أجمل الألحان, بينما تقف الأميرة اون نخت فى شرفتها ترنو إليه مستمتعة بألحانه
مرَت الأيام والراعى يحوم حول القصر, يختلس النظرات إلى الأميرة الجميلة, يخفق قلبه وترتعش أطرافه, آه كيف الوصول إليها وهى كنجمة فى السماء, أما هو فمجرد راع فقير لا يملك سوى نايه وأحلامه
قرَر أن يصنع المستحيل لكى يصير قريبا منها,ترك الأغنام وراءه وسعى للإلتحاق بجيش الأمير, إجتاز جميع الإختبارات وأصبح جنديا بالجيش, ألقى بنفسه فى الصفوف الأولى, كان يقاتل قتالا بطوليا, معرضا نفسه للموت طول الوقت, حتى أشتهر بين أقرانه, وأطلقوا عليه البطل الذى لا يقهر, وذاع صيته حتى بلغ مسامع الأمير, فأغدق عليه بالرتب, وإستمر فى الصعود مرتبة فمرتبة حتى صار قائد جيش الأمير
.
قاد الجيش بحنكة وإقتدار,وإنتصر على الأعداء, وطردهم خارج البلاد شر طردة, وعاد من الميدان مكللا بأكاليل الغار , ليستقبله الأمير فى قصره العظيم تكريما له, مقيما على شرفه حفل كبير, داعيا اليه الحكام والأعيان وعلية القوم
أثناء الحفل لمح الأميرة الجميلة تقف فى الشرفة, تجرأ وإقترب منها, مد يده بالتحية, إنحنت وهى تقول :-أهلا بالفارس العظيم والبطل الشجاع, تلعثم قليلا قبل أن يعبَر لها عن شعوره, وما يحمله تجاهها من إعجاب وحب,ورغبته فى الإرتباط بها, أطرقت الأميرة إلى الأرض وهى تقول بصوت خفيض: ولكننى يا سيدى لم يخفق قلبى مطلقا إلا لإنسان بسيط كان يرعى أغنامه تحت هذا القصر,ولكنه إختفى منذ زمن, وانا مازلت فى إنتظاره.

تمت
منقولة عن بردية للشاعر الفرعونى ( بنتاؤور)

Sunday, May 28, 2006

معرفة قطار


جالس فى الحديقة, متطلعا الى الطفلين يلعبان تحت أشعة شمس ابريل اللطيفة, حين تذكرت آخر كلماته قبل أن يتوقف القطار: ألم أقل لك,لعلها تكون معرفة قطار, ولكن صدَقنى ,ستشكرنى كثيرا على هذه الزيجة.
صعدت الى القطار فى محطة سيدى جابر مشغول الفكر وغير سعيد, مترددا كنت فى الذهاب لولا إلحاح أختى, تعلمت الاَ أرد لها طلبا, كانت بمثابة الأخت والأم بعد وفاة والدتى, أمسكت بالبطاقة, تأكدت من رقم العربة والكرسى,العربة الثالثة كرسى 7أ,اى بجوار النافذة, حين وصلت كان جالسا فى نفس الكرسى, إستأذنته أن يسمح لى بالجلوس, تحرك ببطأ وعلى شفتيه إبتسامة, لم أهتم كثيرا,توجهت نحو النافذة, متطلعا الى الحقول الخضراء متراميةعلى الأفق, شاردا فى ذلك العرض الذى تلقيته من أختى, إنها صديقة لها تعرفها جيدا, كاملة الأوصاف, ذات حسب ومال وجمال, سبق لها الزواج مثلى, لكنها ترَملت فى ريعان الشباب .
إنتبهت على صوت الكمسارى, مددت يدى إليه بالبطاقة,أشَر عليها بقلمه ومد بها يده نحوى, إلتقطها ذلك الجالس بجوارى وأعادها إلى مبتسما, وجه طفولى الملامح, يقتحمك بعنف, يبدو أنه أنه قد إتخذ قرارا بإقتحامى, نظر الى متفحصا وهو يقول:-تبدو شاردا. قلت:- هكذا الدنيا لا تخلو من المشاكل, رد:- ياعزيزى لا تحمل هما لا توجد مشكلة فى هذا العالم ليس لها حل.
لا أدرى كيف إستدرجنى هذا الشخص على بساطته إلى كل هذا الحديث المستفيض, كيف إستطاع أن ينتزع منى كل هذه التفاصيل, ظروف وفاة زوجتى, عزوفى عن الزواج, علاقتى بأختى........وأشياء أخرى كثيرة.
طلبت كوبين من الشاى, امسك الكوب بكلتا يديه, رشف بصوت عال وهو يقول:- ما رأيك فيمن يزوجك إنسانة رائعة مكتملة الأوصاف. لم أرد عليه, فلم اكن متحمسا لمناقشة الموضوع, أو السماح للآخرين بالتدخل فى حياتى إلى هذا الحد.

قبل وصول القطار الى محطته الأخيرة ,كان كمن سيطر على تماما, كما لوإستطاع أن يقنعنى بفكرته.
نزلنا من القطار فى محطة باب الحديد متشابكى الأيدى, كصديقين حميمين, ما زالت الإبتسامة العريضة على فمه, خارجين من مبنى المحطة صافحنى بقوة:- سوف نلتقى فى الموعد إن شاء الله, رددت وأنا أهرول تجاه الكوبرى لأعبر الى الجهة الاخرى من الميدان:-طبعا..مع السلامة, فى تلك اللحظة حاولت إنعاش ذاكرتى, أين ومتى كان إتفاقنا على اللقاء, لم أتذكر, نظرت خلفى, كان لايزل واقفا فى الناحية الأخرى ناظرا إلى بتلك الإبتسامة,ترددت للحظة أن أعود لسؤاله , ولكن واصلت المسير,متخذا قرارا بإهمال الموضوع كله,..................... إبتسمت وأنا أتذكر كلمته الأخيرة: معرفة قطار

تمت

تأليف: بنتاؤور

Monday, May 22, 2006

من الشعر العالمى


وظائف ليلية

فى الليل

يتناجى العشاق
وينظرون للقمر
بحب وبلاهة

فى الليل

تطير الخفافيش فى الظلام
وينعق البوم
وينشط اللصوص

فى الليل

يتضاجع الأزواج
وتلد النساء
أطفالا
يبكون حين يخرجون للحياه

فى الليل

ينام الناس
ويسهر العسس
والسكارى فى الحانات

فى الليل

المؤمنون يصلُون
والمومسات يقمن بوظائفهن الليلية
و المرضى يسهرون

فى الليل

يبكى الأطفال
وتنبح الكلاب

فى الليل

تقتحم الشرطة الدور
للقبض على المطلوبين
وغير المطلوبين

فى الليل

يعلق الثوَار المنشورات على الحوائط
ويكتبون الأغانى على الجدران
ويغنون نشيد الثورة

فى الليل
يموت اناس
ويولد آخرين

Monday, May 01, 2006

يوسف



يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
قال لى صاحبى وهو يبتسم
أما قلت لك
انهم على وشك ان يقتلوك
أن يخرسوك فلا تتكلم
ويدفن سرك فى القبر
حتى تقوم القيامة

أما قلت لك
انهم يظهرون لك الود فى الصبح
وعند حلول المساء
يجتمعون
للكيد لك
وللنيل منك
نكاية

اما قلت لك
احترس
انهم يستبيحون كل الدماء
يستحلون كل المحارم
حتى تدوم المغانم
ويستمرون
فى الظلم حتى النهاية

(اقْتُلُواْ يُوسُفَ).
لقد قتلوك
يوم أمنت لهم
صدقت الزعم
بأن الشيطان
قد يتلبس روح ملاك
وأن القاتل
قد يتغيّر
ويصير نبىّ

لقد قرروا فى الظلام
أن يقتلوك
لتخلوا لهم سدّة الحكم
والبطش
واللهث خلف الغنائم

إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ

مرًت سبع عجاف
سبقتها سبع عجاف
وتلتها سبع عجاف
والهم الجاثم فوق الصدر ثقيل
والخوف يخيّم فى البلدان
والعسكر يملأن الطرقات
ويبددن أمان الناس
واليوم شبيه الأمس
والأمل الضائع بين الأعين
يتردد فى الأنفاس
فى ضنك العيش
ومر الإحساس
والعسس يعشش فى كل مكان
والسيد فى القصر العالى,
المتصابى
يتمترس خلف الحرَاس
شعر:بنتاؤور

Sunday, April 02, 2006

أبانا الذى على الأرض




كان والدى محمد أفندى المرّ ناظرا للوقف الخاص بالسيدة باتعة هانم الذى آل اليها من والدها صفوت بك الحلو من كبار ألأعيان. لم اكن اعرف بالتحديد طبيعة عمل أبى الذى كان يذهب اليه كل يوم, مرتديا البدلة والطربوش, ممتطيا الركوبة, تعلوها بردعة أشبه بسرج, رافعا فوق رأسه شمسية سوداء دائما طوال ايام السنة. مرت سنوات كثيرة منذ رحل عنّا, لكننى اذكره باناقته الشديدة دائما, وذقنه الحليق, ورائحة عطره النفّاذة.
على العكس منه كانت والدتى رحمها الله, فلاحة بسيطة طيبة, لا تهتم الا بالخبيز والكنس وحلب الجاموسة, ورعايتنا نحن الخمسة, لكنها كانت مهووسة دائما بالنظافة وأداء الصلوات الخمس فى مواقيتها. كنا أربعة اولاد وبنت, أكبرنا على , وأصغرنا بهية, غير مسموح لنا باللعب مع اقراننا, أو بالتأخر خارج البيت بعد غروب الشمس, ولا يسمح لنا بالمزاح بصوت عال داخل البيت, خاصة بعد عودة الوالد من عمله قبل الغروب.
كنت الولد الاوسط فى اخوتى, لم أكن مقربا كثيرا من ابى, مثل اخى الاكبرالذى كان كثيرا ما يختلى به, ويسًر إليه بأموركثيرة لا أعرفها, وقد كان له بعضا من سطوة أبى,حتىعلى أمى, التى كانت تفضل رفقة بهية معظم الوقت, بعيداعنًا.
لم أكن اعرف ماذا يقوم ابى بعمله, كان بى فضول شديد كى اعرف ذلك, ولكنى لم اكن اجرؤ على السؤال, كنت احيانا اصعد فوق السطح, مخترقا المحاظير التى وضعتها أمى, حيث أضطر لإرتقاء السلم الخشبى الموضوع فوق الليوان العلوى, متطلعا الى الافق البعيد, حيث يظهر مبنى ضخم احمر اللون, هناك كان يعمل ابى, كنا نسميها عزبة باتعة هانم.
***
كان ابى يعامل امى معاملة طيبة, كان يناديها فى اغلب الاوقات بأم على, عدى فى أوقات غضبه ( وكانت قليله) كان يناديها بإسمها مجردا, كانت أمى تعامله بإحترام كبير, كنت كثيرا ما اشاهدها تجلس بين قدميه تدلكًهما بالماء الدافئ والملح, تحرص دوما على ان تكون ملابسه نظيفة ومكواه, تجلس قريبة منه اثناء تناوله الطعام, لا اذكر اننا كنا نتناول طعامنا معا سوى يوم الجمعة, حيث يعود من العمل ظهرا, يصلى الجمعة وبعدها نتناول الطعام جميعا.
***
فى هذا العام كنت قد انتهيت من امتحان البكالوريا, والذى يؤهل لدخول الجامعة, كنت ارغب فى دخول كلية العلوم, كانت الامتحانات تنتهى فى يونيو, وتظهر النتائج فى اوائل اغسطس, وكانت تلك الفترة بطيئة وممله, كنت كثير القراءة, كان لدى الوالد مجموعة من كتب التراث, كنت أعيد قرائتها كل عام.
وبينما كنت أبحث فى صندوق الكتب, عثرت على مفتاح قديم, تذكرت هذا المفتاح, انه مفتاح مكتب ابى, الذى كان يجلس عليه بعد العشاء يراجع حسابات العزبه,كان مكتبا خشبيا قديما له درجان, أمسكت بالمفتاح وادخلته فى درج المكتب الاعلى فانفتح, وجدت فى الدرج كومه من اوراق الحسابات والايصالات, تفقدتها سريعا, لم أجد فيها شيئا مهما, اعدتها مكانها واغلقت الدرج.
فتحت الدرج الاسفل, كان هناك ظرف اصفركبير, متآكل الاطراف, ممتلأ بالاوراق, فتحته وسحبت أول ورقه, عندما إصطدمت عيناى بالسطر الاول احسست بقشعريرة,لم أصدق عينى, إنها قسيمة زواج!!قرأت,,إنه فى يوم الثلاثاء الرابع من شهر رجب 1357الموافق 7يوليو1946ميلادية بمعرفتنا نحن اسماعيل حسن ابو الخير مأذون ناحية كفر النورس التابعة لمحكمة........... تزوج محمد عبد الحميد المرّ المباشر بنفسه الآنسة تفيدة محمود الحلو البكر الراشد ........انعقد لسانى وأصابنى ذهول, أعدت قراءة الاسماء أكثر من مرة, لا يوجد خطأ فيها, انه فعلا أبى والاخرى هى تفيدة هانم الابنة الكبرى للسيدة باتعة, اذداد فضولى, قلبت باقى الأوراق بسرعه, كانت المفاجئة الثانية, قسيمة طلاق, تاريخها اقل من ستة أشهر من الاولى, على يد نفس المأذون, فى أسفل الأوراق وجدت غلافا آخر أصغر حجما, توجد بداخله مجموعة من الأوراق ملفوفة بشريط حريرى أحمر, مجموعة خطابات كتب عليها ( من ربة الصون والعفاف , سليلة الرفعة والاشراف , الآنسة الفاضلة تفيدة هانم الحلوحفظها الله )ه

***
تسع خطابات, مكتوبة بخط جميل, وباسلوب رقيق, يظهرفى ثناياها بعض ما حدث
كانت تعرفه عن بعد, يأتى اليهم اثناء زياراتهم المتكررة للعزبة, شاب وسيم, مليح, طويل القامة, دمث الاخلاق, لا يكاد يرفع عينيه عن الأرض.
كان يعامل والدتها باحترام شديد, ينحنى مبتسما فى حياء, عندما يقدم لها كشوف الحسابات او المصروفات. كانت أسعد لحظاته على الاطلاق عندما تطلب منه الهانم الصغيرة شيئا, كان يطرب كثيرا لسماع إسمه بين شفتيها, يجرى ملبيا, بانحناءه خفيفه, والإبتسامة لا تفارق شفتيه.
كان الكل معجبا به, يعتبرونه اصبح منهم, لكن فى حدود شخص يعمل لديهم.
هذا العام لم تحضر الاسرة الى العزبة, كان يتصل تليفونيا احيانا بالهانم الكبيرة بخصوص العمل, لم يكن يجرؤ على السؤال عن عدم الحضور, إستدعته مرتين الى القاهرة لاسباب تتعلق بالحسابات, فى تلك الزيارات كان يهتم كثيرا بمظهره, يسعد كثيرا بتلك اللحظات التى يجلس فيها معهم, يتكلف كثيرا على المائدة كى يبدو متحضرا.
فى يوم حار, عند ذهابه للعزبة فى الصباح , فاجأه وجود السيارة أمام باب القصر, لم ينبؤوه بقدومهم قبلا, هذه أول مرة يحدث هذا, يأتون دون سابق إنذار, احس بالانقباض, ولج من البوابة الكبيرة, لم يجد احدا فى المدخل, صفق بيديه, صوت الهانم من الداخل يؤمره بالدخول فدخل, لاحظ ان الخدم غير موجودين, لايوجد سوى السائق,حيته الهانم بحرارة غير معتادة, طلبت من السائق ان يجهزلهما القهوة وينصرف غير بعيد, بادرت بالسؤال عن الأولاد, مرتبكا أجاب بحمد الله,بدأت تتحدث فى أمور عامة لفترة من الوقت, توقفت فجأة, إستأذنت ان تدخل فى الموضوع مباشرة, غير مستوعب وافق, سألته عن رأيه فى الهانم الصغيرة,سأل من أى ناحية, أجابته من جميع النواحى, بدون تفكير ذكر أنها ملاك يمشى على الأرض.
***
لم يدر فى خلده , ولم يطف بخاطره للحظة ما سمعه من الهانم, هز رأسه غير مصًدق, إستأذنها أن تعيد عليه ماقالت, صحيح إذن ما سمع, إنها تعرض عليه أن يتزوج إبنتها تفيدة,كان لم يزل تحت وقع الصدمة, جف حلقه وتشقق لسانه, اخيرا خرج منه صوت متحشرج ضعيف, كصوت الفحيح, ذاكرا أن هذا شرف لايحلم به.
تم كل شيء بسرعة كبيرة, نادت السائق وأشارت له بإشارة ذات مغزى,خرج مسرعا, إنصرفت لكى تطلب من الهانم الصغيرة القدوم.
دخلت الهانم الصغيرة الى الغرفة مطرقة, لاحظ شحوبها, هالة سوداء حول عينيها, لكنها من قرب تبدو كأميرة من أميرات الأساطير.
حضر المأذون مسرعا, كانت هيأته تدل كأنما أنتزع من فراشه, تمت كتابة العقد على عجل وبدون جلبة, إنصرف الشهود بعدها مسرعين, وبقى ثلاثتهم جالسين فى صمت, قطعه صوت الهانم الكبيرة معلنة أنها ذاهبة الى المطبخ لتجهيز الشربات, قالت أن عليهما أن يسرعا لأنهما عائدتين إلى القاهرة بعد الغذاء.
***
فى طريق العودة الى البيت كان لا يزال فى ذهول, لايكاد يصدق ما حدث, توقف أكثر من مرًة, تمنى الأً يعود البيت, خشى ألا يستطيع أن يخفى ما حدث, لكنه إستمر فى طريقه, يعيش تلك اللحظات التى جلسا فيها معا, حديثها المتدفق, إبتسامتها التى تضيء المكان, إحساسه انها أصبحت له, ولو لساعتين فقط قضياها معا, ماذا سيحدث بعد ذلك, هو لا يدرى, القرار ليس لهما, صاحبة القرار فى كل شيئ هى صاحبة العصمة باتعة هانم .
أغلق عليه غرفته, لم يسمح لأحد أن يدخل عليه, حتى أم على, كان يريد أن يخلو الى نفسه.
***
لعدة أيام إمتنع عن الذهاب إلى العمل, ظنوه مريضا, أو هو كان بالفعل, زاهدا فى الطعام, حتى الصلاة لم يعد يذهب إلى المسجد لأدائها, لقد إنقلبت حياته رأسا على عقب, حتى تلقى أول رسالة منها.
ما إن ضم الرسالة بين يديه حتى أصابته رجفه, لأول مرًة تكتب إليه بإسمه مجردا, رفعت الكلفة, كان لكلمة حبيبى مفعول السحر, ماذا عندما قرأها أحس أن الدنيا لا تسعه, شعر بالرغبة فى عمل أى شيئ من أجلها.
عاد الى حياته اليومية, مع مزيد من الهمًة والنشاط, وكأن لا شيئ تغيًر, يعمل فى وسيًة الهانم من الصباح حتى المساء,روتين عمل يومى جامد, لا يكسره سوى رسائلها, التى تشبه واحة ظليلة فى أديم الصحراء.
عرف منها أشياء كثيرة , حكت له عن حياتها وما مرًت به من ظروف, عن علاقة مدمرة مع رجل يحمل ضعف عمرها من سنوات, كان صديقا لوالدها رحمه الله, زواج لم يعمًر سوى شهور, عانت خلالها الكثير, أثمر عن طفلة معاقه.
مرًت شهورا خالها دهرا, لا يتخللها سوى رسائل شحيحة منها, كانت ملاذه فى ليله الطويل, يستعيد قرائتها مرات ومرًات حتى حفظها, طوى عليها جناحه ومخبأ اسراره.
***
فى أحد أيام شهر يناير, دق قلبه بعنف وهو يقترب من العزبه, شاهد السيارة واقفة أمام باب القصر, نعم هى بعينها,السيارة الفورد السوداء, لكز الركوبة بعنف, لم ينتظر حتى يؤذن له, إقتحم المدخل مستعجلا, فى الردهه إلتقته باتعة هانم بفتور, قبل ان تبادره بالكلام سألها أين الهانم الصغيرة, جاءه الرد كأنه دش بارد, إنها غير موجودة, احس بإرتخاء فى أطرافه, احس بأن رجليه لاتستطيعان حمله, جلس دون إستئذان, أحس أن الأسوأ ماهو قادم, بلع ريقه فى صعوبه, سأل إن كان شيأ الًم بها, لم يسمع جوابا, بعد فترة صمت عاد يكرر السؤال, أجابته أن ينتظر, سمع منها كلاما لم يستطيع فهمه, عن القسمة والنصيب, والعلاقات الأخوية والعشرة الطيبة, أحس أن الدنيا تدور, وأنه غير قادر على فهم مايحدث, كل ما أدركه فى النهايه هوتطلب أن يتم الطلاق.
تم كل شيئ بسرعة كما بدأ, خرج يجرً قدميه فى يأس وإحباط, كيف تم ما تم؟, ولماذ؟ا, ماهو خطأه؟, أين هى؟, وما موقفها بالتحديد؟, أسئله ظن انّه لن يجد إجابة عنها.
***
حاولت البحث عن أوراق أخرى, لم أجد, طويت الأوراق ذاهلا, أعدتها إلى مكانها غير مصدَق, احسست أننى فى حاجة لإستنشاق بعض الهواء, أغلقت المكتب, وضعت المفتاح فى جيبى, فى طريقى إلى السطح مررت بالصالة, كانت أمى مضجعة على الأريكة, نظراتها حانية,هذه الأم الطيبة, أفضل كثيرا أنها لا تعرف شيئا, صعدت الدرج الحجرى, وإرتقيت السلم الخشبى , رنوت البصر إلى البناء الأحمر الكبير وقد غلًفه الغروب, جال فى خاطرلى سؤال, هل نحن نصنع الظروف أم أن الظروف هى التى تصنعنا؟.
( تمت )
تأليف: بنتاؤور

Tuesday, March 28, 2006

ممنوع ذبح الاناث

أطلت من وراء الشيش , كانت الحركة فى الشارع لا تهدأ, وقفت متسّمرة,تنظر بعيون زائغة الى المجهول, لا تعرف حسابا للوقت ,
لا تدرى كم من الليالى طالت وقفتها هكذا فى إنتظاره.
سرح خيالها بعيدا , منذ متى غادر الحارة؟, تحسبه دهرا طويلا ,أمها تخبرها بأنه أقل من شهر,لكن الأمر اختلط عليها,الصداع وعدم النوم يشوشان تفكيرها .
آه لو ظهر فجأة طالبا السماح .
إمتدت يدها تتحسس صدرها, يؤلمها منذ أيام, تحس كما لو كان محتقنا, ضغطت عليه بشدُة كما لو كانت تستمزج ألالم ,كأنما تريد إنتزاعه, يالشدة البؤس,نزل كفها قليلا إلى أسفل, بطنها لم تزل على حالها, لم تعلو بعد, ولكن إلى متى ,ضغطت عليها بقبضتها حتى آلمتها, طوًفت بها موجة حزن غامر,كم تمنت أن تغمض عينيها وتفتحها فتجده امامها طالبا السماح, يطوقها بذراعيه ويحملها بعيدا, ولكنها مجرد احلام لم تعد من حقها .
بخطوات بائسة تحركت إلى حافة السرير, جلست متثاقلة ,التفكير يقتلها , ماذا تصنع ,لا يعرف السر الا امها ورفيقتها فاطمة وهو, هل تقتل نفسها لتستريح؟ رباه ما كل هذه الحيرة و الضياع.

***
أحبته كثيرا, ملك عليها جميع كيانها,من اين ظهر لها؟,,لاحت ابتسامه عابرة ,كان ذلك فى عامها الدراسى الاخير, قبل آخر امتحان, لم تكن تعرف احدا , ولا تكلم احدا ,سوى رفيقتها فاطمة, اما الاخريات فكانت علاقات عابرة, نشأت وحيدة ,كانت هدية السماء لوالديها بعد طول إنتظار.
إقتحم عليها حياتها فجأة , لم تكن علاقتها بالذكور تتجاوز رد السلام, تتوجس دائما منهم, هكذا تعلمت من أمها ,أخبرتها ان لا تقترب منهم ,فهم دائما شريرين.
كانت عائدة من الكلية ,ظهر فجأة فى الاتجاه المقابل, أحست ان نظراته موجههة نحوها, لم تكن تنظر اليه, ولكنها كانت تشعر به فى الفراغ, إرتبكت خطواتها, شعرت برجفة لا تدرى سببها, عبرها بعد ان كاد يصطدم بها, كأنما احست بانفاسه,تمالكت انفاسها واستمرت فى السير,ولكنها احست كأن الله اراد ان يوقعها فى تجربة.
أكملت سيرها لكن صورته إنطبعت فى مخيلتها, ذقن غير حليقه, مهمل الملابس, عيون نافذة فيها جرأة , ممسكا بكتاب بين يديه, خطواته سريعة وواثقه.
عندما عادت الى غرفتها إستلقت على السرير, تستعيد المشهد بأكمله, ما الذى حدث؟ هل كان فعلا يقصدها, لا تعرف, هل لاحظ شكلها, إنها تدرك أنه ركًز عليها طويلا, مسح جسمها كله بعينيه, كأنما أراد أن يثبًت صورتها فى ذهنه, تدرك أنها غير جميله,هكذا تشعر,كأن أنفاسه لم تزل تلفح وجهها.
ظلت هكذا حتى نامت,لا تعرف متى إستيقظت, ولكنها كانت تشعر بالانتعاش.

***
فى اليوم التالى رأته, واقفا عند محطة الاتوبيس, بنفس الملابس,وفى يديه نفس الكتاب, فكرت أن تعود أدراجها, لكنها تجرأت وإقتربت, وقفت بعيدا, احست به يقترب منها ,حتى كاد يلاصقها, سمعته يهمس بالتحية, وجدت نفسها ترد عليه, سألها إلى أين؟, لم تجد مبررا لسؤاله, ليسوا أصدقاء لكنها أجابته, ركب معها, نزلت فى محطتها, وإستمر هو.
تكرر نفس المشهد فى الايام التالية, يوصلها الى الكلية, ويمضى الى سبيله,
بدأت تتعود عليه, كأنما تعرفه من زمن, فاجأها يوما بسؤال متى تنتهى دروسها اليوم, اجابته, قال سأكون فى إنتظارك.
ظلت شاردة طوال اليوم, لم تستوعب شيئ من الدرس, فكرت أن تخبر فاطمة لكنها ترددت.
وجدته واقفا على باب الكلية, لم يقل شيئ , سار بخطى سريعة, سارت خلفه كالمنومه,صعدا الطريق فى إتجاه الكورنيش صامتين, ماأن بدأت خطواتهما تأخذان شكلا منتظما على الارض الحجرية, وهواء ابريل القادم من البحر يكاد أن يطير الفستان,حتى تحركت شفتيه: إنتظرت هذا اليوم كثيرا,لم تدر ماذا تقول ,ظلت صامتة ,وظلا سائرين.
لم تلاحظ كم من الوقت إستغرقهما المسير, عندما إلتف الطريق بإنعطافة حادة, وجدت نفسها فى مواجهة القلعة, هامسة قالت:هيا لنعود.

***
جالسين على طاولة فى كازينو الشاطبى ,مد يده لتحتضن يدها,وهو ينظر الى عينيها بجرأة, مندفعا فى الكلام بقوُة,وهى تتابعه فى صمت مستغربة, من اين جاء بكل تلك الجرأة, يتحدث فى كل الموضوعات بخبرة,تتجاوز سنوات عمره بكثير, تبحر فى سواد عينيه, وتحلم ان يكون لها وحدها.

***
تراها ما زالت طفلتها الصغيرة, لا تعرف شيئ من تلك الاشياء التى تسمع انً الاخريات
يفعلونها,هى كتلة البراءة التى لم تتلوث, لا تستطيع ان تخفى عنها شيئ, لقد ربتها على الصراحة, وان تحكى لها كل صغيرة وكبيره تحدث لها خلال اليوم, كلها اشياء صغيرة مثل سنها الصغير, اكبرها ان يتمزق شرابها وهى تصعد الاتوبيس, لكن ما أزعجها أنها فى الايام الاخيرة تشعر انها تخفى عنها شيئ ما, تغيًر مسلكها, تعود من الخارج شاردة, تدخل غرفتها وتغلق الباب, لا تريد ان تتحدث معها كما كانت,تمتنع عن الكلام بضجر, تغيًر الموضوع, وتنسحب فى هدوء,,, آه كم هى قلقة عليها.

***
جالسة الى طرف السرير تحملق فى المجهول, الغرفة قذرة, رائحة عفنة تفوح منها, باب الحمام مفتوح على الغرفة مباشرة, متمدد هو على ظهره مشعلا سيجاره, وعلى شفتيه ملامح ابتسامة بلهاء, القت عليه نظرة جامدة,تحركت ببطإ, ارتدت ملابسها, أغلقت الباب خلفها بعنف, لفًها الزحام, تكاد قدميها لا تحملانها, الى متى تخفى هذا الامر عن أمها,بدأت تضًيق الخناق عليها, لا تدرى ماذا تقول لها, ودًت لو انهت حياتها.

***
لم تعد تحتمل,لا تدرى ماذا تفعل, اليأس يكاد يقتلها, كيف حدث هذا؟, اين كانت؟, كيف استطاعت تلك الطفلة ان تخفى عليها طول الوقت هذه العلاقة, يالبؤسها, اين تهرب من الفضيحة, ترفض بعناد ان تذهب معها الى الطبيب لإجراء العملية, ماذا لو عرف أبوها؟, مصيبه, وآه لو عرف أخوها, كارثة, تمنت لو إستطاعت هى أن تنهى حياتها بيديها, ولكن, هل تجرؤ؟.

***
ألقت بنفسها على السرير, عيناها مركزتان على علامة بالسقف,لا ترى شيئا, الطنين يملأ أذنيها, لقد اختفى وتركها وحيدة, قصيرة تلك الايام الجميلة, ذاب فى الزحام, كيف تجده, وفرضا ماذا تقول له, هل ترجوه؟, هل تستحلفه بحبهما, لا فائدة..لم يعد هناك مخرج.

***


فى الصباح وجدوها ميتة
.
( تمت )
تأليف: بنتاؤور

Friday, March 17, 2006

حب ماتيلدا والقرنفل


يا حبيبتي ، ما أكثر الدروب لبلوغ القبلة
والوحدة الشاردة قبل اللقاء بكِ
القطارات وحدها تستمر ،
منطلقة مع المطر .
في " طلطالة " الربيع لم يشرق بعد
أنت وأنا ، يا حبيبتي ، أحدنا للآخر
أحدنا للآخر من ثيابنا حتى الجذور
أحدنا للآخر من خريف وخصور وماء
حتى لا يكون سوانا واحداً للآخر
صحيح أن جريان النهر
كلَّف حجارة كثيرة تدحرجت
في مصب مياه البورو
ـ واصحيح أن قطارات وأمما تفصل بيننا
تعالي أنت وأنا لنتعاشق ببساطة
متحدين بالجميع ، بالرجال والنساء
وبالأرض حيث تتجذر زهرة القرنفلة وتكبر
بابيلو نيرودا من : 100 قصيدة حب للفؤوس .

Tuesday, March 07, 2006

انا حرة



أنا حرّه وأموت في الحريّه
ومزاجي أعمل سحلـيّـه
أزحف ع الأرض وع الحيطه
واطلع وانزل واعمل زيطه
واضرب في الشمس طرمبيطه
أنا حره بديلي وبراسي
وماحدّش يكتم أنفاسي
وما احطش ماسك لإحساسي
ولا احط قزازولا أقفل شيش
عقلي يا هزازكلّك نغاشيش
وأنا حره أعيش أنا عاوزه أعيش
أنا بدي أعيش أنا نفسي أعيش
على كيف كيفي
أنا حرّه وأموت في الحريّه
ومزاجي أعمل سحلـيّـه
أرقع في الشمس الزغروطه
واخد حمام من غير فوطه
أنا حره براسي وبديلي
حره بنهاري وبليلي
حره بمناخيري القطقوطه
أنا حره بخشمي ماهوش خشمك
وما احطش برقع ولا يشمك
ولا احط قزازولا أقفل شيش
عقلي يا هزازكلّك نغاشيش
وأنا حره أعيش
أنا حرّه وأموت فى الحرية
ومزاجي أعمل سحلـيّـه
أنا ابقى سحليه وسيمه
ويجيني برص بتاع سيما
وبتاع مزيكا وترا لملمو
اتاوي في حضنه وأنا باحلم
ويقول لي ابتسمي يا بسيمه
وافرحي بالميه وبالخضره
ماتحطيش احمر ولا بودره
ولا احط قزازولا أقفل شيش
عقلي يا هزازكلّك نغاشيش
وأنا حره أعيش
أنا حرّه وأموت في الحريّه
ومزاجي أعمل سحلـيّـه
سحليه وحبايبي سحالي
أنا حره بحالي ومحتالي
حرة أصحصح والا أسخسخ
والا أغني وقلبي يشخشخ
أبواب الدنيا فاتحه لي
ما اقعدشي في الأوده لوحدي
وما احطش إيدي على خدي
ولا احط قزازولا أقفل شيش
عقلي يا هزازكلّك نغاشيش
وأنا حره أعيش أنا عاوزه أعيش
أنا بدي أعيش أنا نفسي أعيش
على كيف كيفي
"فؤاد حداد
(– قصيدة "ذي سحالي من ديوان "رقص ومغنى" ضمن ديوان "أشعار فؤاد حداد" (أو الدواوين الخمسة)

Sunday, February 26, 2006

قصة قصيرة


ولادة
كان البرد قارسا ,,وقد بدأ الندى يبلل الشال البالى الملفوف على الرأس,,ولسعة هواء بارد ينفذ الى عظامه,,اعتدل قليلا محاولا تقليب ما تبقى من فحمات مشتعلة تحت الرماد,, اقترب من الموقد فاركا يديه استجلابا للدفئ..
تطلع الى السماء , مكتملا كان القمر الليلة , السماء صافية, بعض النجوم تلمع, ولكن برد طوبة شديد.
سمع صوت المؤذن ينساب من بعيد, أحس أنه غير قادر على الحركة,هدّه السهر والبرد, أصوات النسوة من الخزنة العلوية تعلو على الاصوات الآتية من الزريبة , - الفرج من الله, تمتم بصوت مسموع0
لا يمكنه الاستمرار , أحكم لف الشال وسحب قدميه ونهض, خرج الى الحوش, قرر الصعود أولا
, اتجه الى السلم الطينى فى الركن, صعد أول درجة, خطر له خاطر , راجعا ذهب الى الزريبة.
كان المعلم جمعة يجلس القرفصاء فى هدوء , يلف سيجارة, وجه مغضن صقلته السنون .
فى الركن تحرك قدميها الخلفيتين بتوتر, مادة جيلاتينية داكنة تتدلى منها , تجترشيئ ما بين فكيها بقوّة,بين لحظة وأخرى تضرب قدمها الايمن الامامى فى الأرض .
سأل بتردد:- كيف الحال؟
جاء الرد متثاقلا: - ربنا معاها. لا تقلق . الأمور على ما يرام.
عاد أدراجه , صعد السلم الطينى مرددا:- أ يا أكرم من سؤل..
قبل أن يصل لنهاية الدرج تنحنح بقّوة, سمع صوت أم على من أعلى
. لسّة الفرج يا حاج .
كم تمنى أن يرزق بطفلة , عكس الجميع كان يحلم بها, أخفى سره حتى عن أم الأولاد , تمتم:.
- ما الذى استفدته منهم..الأغلاظ, كل يعيش فى تلابيب زوجته. تنهد بعمق .
عاد أدراجه , دس قدميه بسرعة تحت جلبابه,أعاد الحساب للمرة العاشرة. لقد تأخرت هذا العام,فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كان يسير بين قدميها والأولاد يشربون لبنها ,فكرأن يتوجه إلى الزيبة مرَة أخرى .
أحس بحركة سريعة وأقدام تهرول , بدأ يلملم أطرافه استعدادا للنهوض, أصاخ السمع ,تناهى إليه صوت لم يتبينه :
- مبروك يا حاج
[تمت]-
بنتاؤور

Tuesday, February 21, 2006

أحبك


وكان الشوق موعدنا
ولقيانا
وفى ذوب الحنين تفجَر الأمل
وفى سهر العيون السود كانت لحظة الميلاد..
رائعة ومجلَوة...............
وكان أن إلتقت بالحب روحانا
تعبق بالرؤى قلبين مشتاقين.....
آه يا معذبتى.
ووجهك مشرقا نورا وتحنانا
وروحك صفحة أنقى من البلور......
وأنت على المدى صخرة
وفى يمناك تمتشقين سيف الحب والثورة..
فما أبهاك.....
ما أغلاك.....
يا حلوة

وأنت النور لحظة أظلمت دنياك
لحظة أقبل التتر..........

وآه..آه
حين تمزقت أستار أسرارك
وذاعت فى ضمير الكون

تحكى قصة التكوين
[وإسمك صار أغنية..
يغنيها الصغار على كفوف الليل..
وإسمك صار تعويذة..
يعلقها الكبار على سقوف الليل]
***
وعاد الصمت مخزيا
ونحن على خوازيق القيامة
نلقم الآهات
ضحايا نقمة أبدية شوهاء
وماذا؟
قد رسمت لنا طريق الآت
وعَبدت الطريق بدمَك الطاهر
***
فيا أملا ترقبناه طيلة عمر
وعشناه إنتظارا فى زمان القهر..
نحرنا فوق مذبحه الصبا قربان
وأحرقنا سفائننا...........

متى ستعود؟؟؟؟؟
متى ستعود
شعر :بنتاؤور

جرينيكا



أزمة إنسان العصر*
في الحزن والشجاعة
من الحياة ومن الموت
الموت، ذلك الأمر العسير
ذلك الأمر اليسير
النسوة والأطفال يحتفظون بنفس الكنز
يحتفظون به في المآقي وفي العيون
والرجال يذودون عنه
يذودون عنه بقدر ما يستطيعون
غدًا هو الوقت الذي تتحمل فيه الألم والخوف والموت
ولكن الوقت الذي سنزيل فيه آثار الجريمة سيجيء متأخراً
رصاص المدافع الرشاشة يقضي على القتلى
رصاص المدافع الرشاشة يداعب الأطفال
أسرع مما تداعبهم الريح بالحديد والنار
حفروا الإنسان كما لو كان منجمًا
حفروه كما لو كان ميتاءً بغير مركب
حفروه كما لو كان موقدًا بغير نار
النسوة والأطفال، يحتفظون بنفس الكنز
قطرات اللبن الرائق،
وأوراق الربيع الخضر
كلها تترقرق في عيونهم الصافية
تترقرق دائمًا وباستمرار
النسوة والأطفال يحتفظون بنفس الكنز
يحتفظون به في المآقي وفي العيون
والرجال يزودون عنه
يذودون عنه بقدر ما يستطيعون
الأطفال تهيئوا للرحيل بصورة قاطعة
ولسوف نعود نحن إلى عصرنا البدائى الأول
حيث كانت دموع الفرح كما يقولون
وكان الرجل يفتح ذراعيه ليعانق زوجته الحبيبة
وكان الأطفال قريري العين يشهقون وهم يضحكون
عيون الموتى فيها ظلام الهول
عيونى الموتى ضمور الأرض البور
الضحايا رعوا الدمع جرعوه كالسم الزعاف
الإنسان تلطخه الدماء.
حتى أن السفاحين أصبحوا أقل مرارة من العنب المر
العيون انفقأت
والقلوب انطفأت
والأرض أضحت باردة
تسرى فيها برودة الموت
أيها الناس الذين من أجلكم ترنموا بهذا الكنز
أيها الناس الذين من أجلكم باعوا هذا الكنز
في احتضار الأم والأخ والابن
فكروا في الصراع الذي يقضى على الحياة
فكروا فكروا في احتضار الحب!
في أن تصونوا أنفسكم من السفاحين
في أن الطفل والشيخ يتقيآن هول الحياة
وهي تنعي حظها
في أنهما يحسان إحساسًا قويًا عارمًا بأن الرغبة في الحياة عبث
كل شيء في الوحل يصب
والشمس في الكون الأسود تغيب
يا أضرحة الشقاء
يا عالم البيوت المتداعية الرائع
عالم المناجم والحقول
يا إخوتي الذين أصبحوا جيفًا
أصبحوا هياكل محطمة الأرض
في محابركم تدور والموت يكسر توازن الزمن
لتصبحوا صحراء خاوية
أنتم مادة للأشعار وطعام للغربان
وأنتم أيضًا أملنا الذبيح المرتجف تحت غاية البلوط الميتة
في "جرنيكا"
فوق حطام "جرنيكا"
تحت سماء "جرنيكا" الصافية
عاد رجل كان يحمل بين ذراعيه حملاً يئن
وفي قلبه حمامة
يغنى من أجل الرجال الآخرين
أغنية الثورة المجيدة التي تقول للحب مرحى
وتقول للظلم لا
تقول إن "جرنيكا" مثل "هيروشيما" هي عاصمة السلام الحي
"جرنيكا"
إن البراءة يا "جرنيكا" ستستخلص حقها من براثن الجريمة!
شعر:بول إيلوار
جرينكا هى قرية اسبانية دكها الطيان الالمانى اثناء الحرب الاهلية لصالح فرانكو

Monday, February 20, 2006

إليك


تعلمنى عيونك أن أقول الصدق لا أخجل
..
وأن أمشى على الأشواك أتحمل
..
وأن أشتال كل هموم هذا الكون
,,
أمضى, واثقا...أحلم

بأن نبنى الغد الآتى
..
على أنقاض هذا الواقع الممرور,,والمخجل

ونبذر بذرة الثورة
...
معا فى مشتل الأحلام

Thursday, February 16, 2006

فارس لكل العصور



داريت بكوخي رضوخي للسنين البور
وخلقت ويا المكان لغوة لسان وشعـور
وجعلت بالفكر مرتع بكر في المنظور
وصنعت والبدر غافي كل أطيافي
ولا كانش رغم انصرافي سمتكم خافي
أرسل شريط الرؤى في وحده موصوله
وتو ما اتفك مني يد مغلوله
أقطع بمقطع بيسطع من حروفه النور "
***
لو غيتك شهرتك اعمل لها طبال
صوت الكفوف ع الدفوف يدوش لكين قتال
والشهره مهره حويطة تقلب المختال
تجمح وترمح وتقزح باللي راكبها
يا يطب للديل يا يطلع فوق مناكبها
تعاند اللي ركبها والغرور ساقه
وتصاحب اللي يلجمها بأخلاقه
والحر لجل الحقيقة يركب الأهوال !
***
جسدت قرع الطبول من همسة الأسياد
ونفذت للودن عنوة واقتحام وعناد
وانت برغم اللجاجة خلقة الحداد
يسير خلالك جميع ما يصدره مولاك
لا الكهربا تتكسف ولا تستحي الأسلاك
تجئر وتنهر وتجويفك فراغ وهباء
ولما زادت بفضلك قوة الضوضاء
تم اعتمادك لأعصاب البشر جلاد !
***
: " والحر لأجل الحقيقة يركب الأهوال " !
شعر: فؤاد قاعود

وحيدتى



أنت وحيدتي في العالم
و تقولين في رسالتك الأخيرة :
" رأسي ينفجر , قلبي يخفق
إذا شنقوك
إذا فقدتك
أموت "
ستعيشين ! إمرأتي !
و ذكراي كدخان أسود
ستتبدّد في الريح.
ستعيشين , يا أخت قلبي ذات الشعر الأشقر
فالموتى لا يشغلون أكثر من سنة
ناس القرن العشرين .
يا زوجتي
يا نحلتي ذات القلب الذهبي
يا نحلتي ذات العينين الأكثر عذوبة من العسل
لماذا كتبت لك أنهم يطلبون موتي.
القضية لا تزال في بدايتها
لا يمكن اقتلاع رأس إنسان
كما يقتلع رأس اللفت .
لا تهتمي
ما هي إلا احتمالات إنسانية .
و لا تنسي أن زوجة السجين
ينبغي ألا تأخذها أفكار سود .


شعر:ناظم حكمت

Wednesday, February 15, 2006

نيران المجوس



على مهلي!!
على مهلي!!
أشد الضوء.. خيطا ريقا،
من ظلمة الليل
وأرعى مشتل الأحلام،
عند منابع السيل
وأمسح دمع أحبابي
بمنديل من الفل
وأغرس أنضر الواحات
وسط حرائق الرمل
وأبني للصعاليك الحياة..
من الشذا
والخير،
والعدل
وإن يوما عثرت، على الطريق،
يقيلني أصلي
على مهلي
لأني لست كالكبريت
أضيء لمرة.. وأموت
ولكني ..
كنيران المجوس: أضيء..
من
مهدي
إلى
لحدي!
شعر: توفيق زياد

Monday, February 13, 2006

فلكلور شعبى


ولًًًٌى زمانك وبطل حكمك الجاير
وإٌصفٌر لونك وكعمش خدك الناير

بعد ما كنت ياجميل فى وسط الناس و بتناور
صبحت زى البصل مكسور ومصنن
وأهلك ينادوا عليك بالكوم..ياباير

مكاشفة



احبك
ماذا ؟
تجفل الأحزان
تنقشع
وتصفو الروح
تسمو فوق آلامى00وترتفع
وتزدان السماء سنى
والكون فجر"00ريٌق"00سطع
وتكبر فرحة الدنيا
لتمحو ما مضى00ويفيض
وأحلام الهوى الثملى
تنير الأفق00 تتسع

Saturday, February 11, 2006

قسم


وأقسم..
أن أحيل الأرض تبرا بين أقدامك
وأن أبنى من الفيروز بيتا فيه ترتاحين
واسقى كرمة الحب المقدس من مياه العين
وأحميها برمش العين
وأقبس من شعاع الشمس خيطا فيه سحر الكون
ومن قاع المحيط أصيد لؤلؤة
وأسرق حكمة الاغريق والكهنة
وسر الخلد
وأهديها لعينيك