Tuesday, November 27, 2007

احاسيس شاعر



مضناك جفاه مرقده
وبكاه ورحّم عودهُ
حيران القلب معذبه
مقروح الجفن مسهدهُ
يستهوي الورق تأوهه
ويذيب الصخر تنهدهُ
ويناجي النجم ويتعبهُ
ويقيم الليل ويقعدهُ
الحسن حلفت بيوسفهِ
والصورة أنك مفردهُ
وتمنت كل مقطعةٍ
يدهالو تبعثُ تشهدهُ
جحدت عيناك ذكي دمي
أكذلك خدك يجحده
قد عز شهودي إذ رمدا
فأشرت لخدك أشهده
بيني في الحب و بينك ما
لا يقدر واشً يفسدهُ
ما بال العاذل يفتح لي
باب السلوان وأوصدهُ
ويقول تكاد تجن به
وأقول وأوشك أعبدهُ
مولاي وروحي في يده
قد ضيعها سلمت يدهُ
ناقوس القلب يدق له
وحنايا الأضلع معبدهُ
قسما بثنايا لؤلؤها
قسم الياقوت منضده
ما خنت هواك ولا خطرت
سلوى للقلب تبرده
أحمد شوقي

Wednesday, October 17, 2007

الملك فاروق....والدراما التاريخية



حظي مسلسل الملك فاروق والذي تم إنتاجه و بثه حصرا فى 33 حلقة خلال شهر رمضان وعيد الفطر بأعلى نسبة مشاهدة بين المصريين والعرب على اختلاف فئاتهم وأذواقهم, وذلك رغم كونه من الأعمال التسجيلية التاريخية من خلال التناول التاريخي الصارم لشخصية آخر ملوك أسرة محمد على والذي ارتقى عرش مصر وعمره سبعة عشر ربيعا عاما بعد رحيل والده فؤاد الأول عام 1936 وحتى نفيه الى ايطاليا فى يوليو 1952 بعد قيام الثورة.
ويسجل المسلسل بالتفصيل قصة ملك مصر خلال الخمسة عشر عاما التي تولى فيها الحكم(37-52) راسما تفاصيل القصور الملكية وحياة الأسرة العلوية ورجالات السياسة والحكم وعلا قات قصر عابدين (المقر الملكي) بقصر الدوبارة(مقر المندوب السامي البريطانى) وأيضا العلاقة مع الوفد حزب الأغلبية التقليدي وأحزاب الأقلية من سعديين وأحرار دستوريين وكتلة وفدية ولكن يعاب على المسلسل عدم إظهاره للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمصريين العاديين من فقراء وفلاحين وطبقة وسطى وحصر التصوير داخل القصور الملكية وكواليس البيوتات الراقية ومبنى البرلمان والسفارة الانجليزية وبعض المواكب الملكية.
ولعل الاقبال الجماهيري العالي على مشاهدة المسلسل يمكن تفسيره في رغبة المصريين في الاطلاع على حقبة كاملة من تاريخهم كانت مغيبة عن وعيه لأكثر من نصف قرن وشابها الكثير من التعتيم والإلغاء لكل ما سبقها وكأن تاريخ مصر لم يبدأ إلا بعدعام 1952 مثلما كان يصنع فراعين مصر من محو صور وتاريخ من سبقوهم من على المسلات تصديقا لمقولة أن التاريخ يصنعه المنتصرون , ووصل ذلك إلى تشويه صورة الملك فاروق في أفلام الأبيض والأسود التي تم إنتاجها قبل الثورة وحجب اسم الملك من أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب والتشويه الكامل للحياة الحزبية والدستورية ونعت تلك المرحلة بالعهد البائد والأسود , لذا شكل هذا المسلسل صدمة ذهنية للأجيال الشابة التي فوجئت بتاريخ مختلف عن ذلك الذي قرأت عنه في الكتب المدرسية الرديئة من ملك فاسد لا يفيق من الخمر مرتميا طوال الوقت في أحضان الراقصات وفساد الحاشية والأحزاب وكل شيء في مصر متناسين أن مصر خرجت من الحرب الثانية تدين بريطانيا العظمى بملايين الجنيهات بأسعار ذلك العصر.
كما أن المشاهد العادي كان يسقط واقعه المعاش في عقله الواعي وما يشاهده من ملكية مقيدة تمنع على الملك حتى تعيين معاونيه وتقييد أوجه إنفاقه وبين ما يراه من استفتاءات ال99.9% ونظام جمهوري يسمح للرئيس أن يبقى في الحكم مدى الحياة ويسعى إلى توريث ابنه من بعده وفساد يطال الركب وانقسام طبقي حاد بين أقلية تملك كل شيء وأغلبية لا تملك شيء.
على أن رغبة المشاهد في التعرف على حقبه هامة ومؤثرة من تاريخ بلده, وحنينه الفطري إلى الماضي, لا يقلل من قيمةهذا العمل الجميل, من رسم دقيق وأداء متألق للشخصيات, وديكور رائع, وميكياج وملابس ومؤثرات صوتية وإضاءة (بتكلفة إنتاج تجاوزت 5,5 مليون دولار) تعلى من قيمة هذا العمل وتفوقة, رغم محاولات البعض الربط بين جهة الإنتاج كونها سعودية وما سبق المسلسل من بث مقابلة مع الأميرة فريال ابنة الملك فاروق على قناة العربية التى تتبع نفس المالك السعودى وبين محاولة تبييض وجه الأنظمة الملكية (كما جاء في مقابلة متلفزة مع الكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة).
أيضا لم تتوقف هذه الحملة على جهة الإنتاج بل حاولت التعرض لهذا العمل الجميل كون أن من قام بإخراجه ومن جسّد شخصية الملك فاروق ليسا مصريين بل من ا السوريين وهذه في رأيي نعرة جديدة على المصريين الذين وطوال تاريخهم الفني الرائد لم يفرقوا يوما ما بين مصري وعربي ويهودي وقد إمتلأت الساحة المصرية الفنية طوال القرن الماضى بعديد من الأسماء التى يصعب حصرها ولا ننسى دور الجاليات الأجنبية في مصر فئ إثراء مسيرة الحياة الفنية المصرية ابتداء من أبو خليل القباني في المسرح وتوجو ومزراحى فى السينما وأند ريا رايدر في الموسيقى , وحتى إذا كان من جسّد شخصية الملك سوريا فان فاروق نفسه كان من أصول ألبانية.
وقد عرف الجمهور المصري تيم حسن في دور نزار قباني والتقى بالمخرج حاتم على في كثير من روائعه التاريخية مثل صقر قريش وربيع غرناطة وملوك الطوائف ولذا فهم ليسوا غرباء عليه ولكنهم تفوقوا على أنفسهم هذه المرّة فقد أبدع تيم فى دور الملك فاروق وأدى الشخصية أداء رائعا لولا بعض العصبية والمغالاة أحيانا, كذلك كان حاتم على مفاجئة لكل من شاهد العمل من تملك لأدوات إنتاجه ورسم شخصيات العمل بتملك واقتدار وتوظيف ثرى للطاقات الفنية للممثلين.
كما كان الورق الذي صاغته أنامل طبيبة الأطفال الرقيقة الدكتورة لميس جابر زوجة الفنان المبدع يحيى الفخرانى ,هذا النص الذي أنفقت خمسة عشر سنة من عمرها في جمعه وتصنيفه ليخرج لنا بكل هذا القدر من الجمال والاقتدار بالرغم من أن الاهتمام الأكاديمي المفرط أثّر على النواحي الفنية للعمل ككل ,مع عدم نفينا لتأثر العمل ببعض رؤاها الشخصية مثل انحيازها للوفد وتبرير مواقفه حتى في حادث 4 فبراير, وتعاطفها مع الملك فاروق في كثير من المواقف بل الأخطاء , ولكن هذه طبيعة الأشياء فكل من كتب عن الملك فاروق أمثال عبد الرحمن الرافعي أو طارق البشرى أو عبد العظيم رمضان وغيرهم كان متأثرا باتجاهه الشخصي.
على أن فريق العمل الذي قام بالتمثيل تم اختياره بشكل دقيق وأقرب مايكون للشخصية التي جسدها كل منهم, وشخصيا كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة إلي أداء معظم الممثلين في أدوار جديدة عليهم إلى حد كبير, فعدا عن تجسيد تيم حسن شخصية الملك فاروق بشكل دقيق , فقد أجادت وفاء عامر فى دور الملكة نازلي برغم كونها صغيرة نسبيا على تمثيل دور أم الملك فاروق لولا إتقانها للدور وجودة الميكياج, كذلك كان صلاح عبد الله في شخصية النحاس باشا في دور جاد وجديد عليه وان كان يعاب عليه عدم القدرة على إخفاء طابعه الكوميدى فى العمل, كذلك أبدع الجميع في تشخيص أدوارهم ,نبيل الحلفاوى في دور على ماهر و هادى الجيار فى دور مكرم عبيد وعزت أبو عوف في دور أحمد حسنين وبسّام رجب في دور فؤاد سراج الدين ومنة فضالى فى دور الملكة فريدة وغيرهم كثيرون , حتى بعض الممثلين الذين كانوا يؤدون أدوارا بسيطة فيما سبق مثل ذلك الممثل الذي أدى دور محمد محمود باشا بلكنته الصعيدية المحببة( للأسف نسيت اسمه), كذلك جاء أداء دور لورد لامبسون المندوب السامى وانجليزيتة الطلقة شهادة للعمل, أما دور السيدة زينب الوكيل والذى لعبته الفنانة إنتصارفلم تستطيع اظهار هذه الشخصية القوية والمتسلطة على النحو المطلوب, كما لم يخلو المسلسل من بطأ واطالة فى بعض أجزائه مثل حادث 4 فبرايرالذى إستغرق أكثر من حلقة وكذلك الحادث الذى تعرض له الملك فى القصاصين, وأيضاأخذ على المؤلفة اختصارها لبعض الأدوار والشخصيات مثل دور حسن البنا والإخوان وكذلك دور اسماعيل صدقى واحداث 1946, وإغفالها لتحول الملكة الأم الى الديانة المسيحية قبل وفاتها بأمريكا وإن كان ذلك أفضل على كل حال بسبب الإحتقان الطائفى الذى نعيشه.
على أن مراجعة وتدقيق دكتور يونان لبيب رزق للعمل أعطاه مصداقية اضافية وجعل العمل أكثر توازنا فى سرده للأحداث مبرزا نزوات الملك وتأثير حاشيته الايطالية عليه واستخدامه المفرط والخاطئ فى اقالة الوزارة وحل البرلمان وتلك هى المثلبة الكبرى لدستور 1923 , وعلاقته الأوديبة المعقدة بأمه لدرجة أن بعض المشاهد تذكرنا بفيلم هاملت حول الملكة الأم بالدنيمارك.
يبقى من هذا المسلسل أنه ساهم فى انعاش ذاكرتنا لتذكر إحداث تلك المرحلة العصيبة من تاريخ بلدنا, ويبقى أيضا سؤالا محروجا حبيس الصدور.
ماذا لو لم يتم الانقلاب فى 1952 واستمرت الملكية المقيدة, والحرية البرلمانية والحزبية والصحافة على ما هى عليه؟ ألم يكن بالإمكان أن تصحح الديموقراطية أوضاعها؟؟؟
سؤال لا أستطيع الاجابة عليه وحدى.......

Thursday, September 13, 2007

إلتباس



كان يعرف كل شيء
طقسى اليومى
ألوان الملابس
ذوقى فى الغناء
موعد دورتى الشهرية
إسم العطر المحبب لى عند الصباح

كان يعرف كل شيء
عندما أشكو صداعا
أننى موجوعة من داخلى
أرغب فى البكاء

لم يكن أحتاج للحكى لكى يعرف
كان يفتحنى كما يفتح كتابا
أو جريدة
يقرأنى
وما بين السطور

كان يعرف كل شيء
كان يعلم قبل أن أخبره عن أى شيء
عندما تعلو على شفتى طيف لابتسامة
كان يقرأ
ما الذى فى داخلى
يبتسم ..من طرف لحظ
بدهاء


عندما كنت أراوغ
أدعى بى رغبة للنوم
أو
حاجتى للإنفراد
كان يتركنى وحيدة
يبتعد
( ليس كثيرا)
ويعود
عندما أحتاج أن ألقى بنفسى
فوق صدره

عندما كان يغيب
ويعود
كان يحملنى على كتفيه
يدوخنى
وينزلنى على الأرض رقيقا
مثل دمية




مثلما تنشق أرض
مثلما ينهار جبل
مثلما الليل ثقيلا
مثلما البحر غموضا
هكذا دون ضجيج
وبلا أدنى علامة
إختفى منى بعيدا

يا طيور البحر هل مّر هنا يوما حبيبى
يا طيوف السحر هل حامت بكم ذكرى حبيبى
يا غيوم الفجر هل ران لكم طيف حبيبى

إن تكن ذكرى وراحت
أويكن حلما جميلا
أو تكن فى الغيب مسطورا
ولم تدنو إلىّ

إنما ما سوف يبقى فى فمى
طعم قبلة
والذى يبقى بقلبى
و بروحى
لمسات من حنان



Monday, August 27, 2007

السائرة فى طريق الآلام


إلى المناضلة/شاهندة مقلد
حين هوى السوط بعنف
على الجسد الغض
علت فى الهواءزفرة مكتومة
وتساقطت قطرات حمراء
من الظهر العارى

إختلط الطين بالدم
ليتكثف الحقد
ممزوجا بالقهر والغضب
وتلمع فى العبون نيران الإنتقام

حينها كنت هناك
تدافعين بصدرك الطاهر
عن آلاف الضحايا
وتربتين بيديك الحنونتين
على ظهور الأطفال
وترضعيهم حليب الثورة

أيتها الأم المقدسة
ياسيدة الآلام
لك المجد والسؤدد
لك الخلود والأبدية

على مشارف الحلم
حين تنتهى الحكاية
ويبدأ الفعل
كنت دائما هناك
كشجرة السنديان
تولد واقفة
وتعيش واققة
وتشيخ واقفة
وعندما تموت
تموت أيضا واقفة

هكذا أنت دوما
وهكذا تكونين
إمرأة من حجر الصّوان
ومن ينابيع الفردوس

تملكين قلب طفل
وبصيرة نبى

إليك دائما نرنو بشموخ
فأنت حيث أنت
حضن الحنان الدافيئ
فى ليال الزمهرير

وأنت كما أنت دوما
طيبة كالخبز
شعر:بنتاؤور

Saturday, June 16, 2007

قصة قصيرة



الرجل الذي نسى اسمه

فى الساعة السابعة والنصف صباحا إكتشف أنه نسى إسمه
إستيفظ من نومه نشيطا, يوم جديد يبدأ, تمتم بدعواته اليومية أن يكون يوم خير, أزاح عنه الغطاء وحرك ذراعيه على إمتداهما متثائبا, ما أحلى النوم فى هذه الأوقات
صنع لنفسه شايا, أثناء حلاقة ذقنه تسبب فى جرح وجهه, خيط رفيع من الدم , وضع وجهه أسفل الحنفية, شعر بقشعريرة من برودة المياه, آلمه رذاذ الكولونيا, فى اللحظة التى أبعد فيها الفوطة عن وجهه إكتشف فجأة أنه نسى إسمه
فى البداية لم يعر الأمر إهتماما كبيرا, إستمر فى طقسه اليومي , فى طريقه للخروج كاد أن يصطدم بإبنته,(صباح الخير يا بابا),قالتها بدون إكتراث, تمنى لو أنها نطقت إسمه
- صباح الخير يا سعادة البيه..حياّه بواب العمارة رافعا يده إلى أعلى, أسرع يفتح له باب السيارة,أطال معه الحديث على غير عادته, لكنه لم يذكر إسمه.
دخل الى مكتبه مسرعا, تلاحقه كلمات الموظفين, صباح الخير يا فندم, ... يا سعادة البيه, كلها ألقاب تفخيم, لا يريد أحدا أن ينطق إسمه مجردا إنتابته حالة من التوتر, يحاول بشدة أن يتذكر إسمه, بدأ بعصبية ينكش فى بريد مكتبه, يكاد يتفتق غيظا, كل المكاتبات تخاطبه بمنصبه , يبحث بين السطور عن إسمه بلا فائدة, حاول التركيز أكثر, أخذ يكرر أسماء العاملين معه, ثم أسماء أصدقائه, إنه يذكرهم جميعا, ما عدا إسمه
بدأ يتحدث بالتليفون الى بعض معارفه, حاول أن يجرهم لذكر إسمه, كأنهم جميعا متواطئون , لا أحد منهم يذكر إسمه ولو على سبيل الخطأ, سأل أحدهم :- هل تعرف من يكلمك, جاءه الردسريعا:- ولو يا سعادة البيه, وهل يخفى القمر
بدأ يشعر بالاختناق, أحس بعبثية الموقف, تحدث إلى نفسه بصوت مرتفع,هناك شيء ما خطأ, هو لايكاد يسمع صوته,أحس بثقل الكارثة, لن ينقذه من هذا الموقف السخيف سوى أن يتذكر اسمه, خطرت له فكرة, قفز من على مكتبه, هبط سلالم المبنى بسرعة, تحسس جيبه, بينما يعبر الشارع بأقصى سرعته,إرتج جسده وطار فى الهواء, تناهى إليه صوت(حاسب العربية يا أستاذ فتحى

(بنتاؤور)

Wednesday, May 23, 2007

من الشعر المقاوم


الفارس الأخير

إلى روح تيمور الملوانى

أما آن لهذا الفارس أن يترجل
كلمات أسماء بنت أبى بكر لإبنها
المصلوب عبد الله بن الزبير

هاهو يسقط
من فوق حصانه
مضرجا بالدماء

كانت الريح شديدة
والشمس قائظة
والغبار يتصاعد الى السماء
مغطيا وجه الكون
بالعتمة والكآبة

كانت الكلاب تنبح
والعصافير تولى هاربة
والأشجار تتشبث بالأرض
والأفق يكتسى بغلالة سوداء

وكان وجهه منيرا

أسدل الستار
ولىّ زمن البطولة
وغادر الفرسان الساحة
ونزل الممثلون من على الخشبة
وما زال فوق صهوة جواده
شاهرا سيفه
تنزف منه الدماء



المسافة قريبة
بين الموت والحياة
ولكنهما عالمين مختلفين
فالحياة حيوية
ضجة وجلبة وصراع
حزن وفرح وشقاء
لكن الموت سكون أبدى
ضياع كامل
وظلام سرمدى

موته كان محتم
وكانت نهايته وشيكة
إبن موت
هكذا قالت النبوؤة

حينما تكاثروا عليه
صوبوّا إليه سهامهم
وأحقادهم السوداء
فتسربل بالدماء



الحياة إرتدت قناع الموت
رائحة الموت إنتشرت فى المكان
والمدى صار جحيما
إكفهرّ وجه الكون
وإصفرّ لون السماء
وتحشرجت الروح فى الحلق
والزبد الأبيض سال من الفم

وجهه كان منيرا

إنفجر الدم شلالا
وسال على الأرض
إنتفض الجسد بعنف
رافضا الموت
متشبثا بالحياة
ومقاوما للفناء

حينما خارت قواه
وخذله الرفاق
وتدحرج الحصان على الأرض

حينها
حينها فقط
مالت رقبته الى الأسفل

هذه الرقبة التى أبت أن تميل
فى أى وقت

أيها الواقف على جبهة الشرف
أيها الصامد دوما رغم الموت
بوركت فى كل كتاب
وتسامت كلماتك
ترسم الطريق للأجيال
رمزا للحب
والعدل
والحرية

Saturday, May 19, 2007

الحياة فى مرمى الموت



سجانى يا سجان

لو جه أوان البدل

متروحشى منى بعيد
أمين الديب


كان كالطفل بريئا
وجريئا
كان كالنبتة غضا
والفراشات رقيقا
جسد يمتد مبسوطا الى فوق
وحاجات تعربد
والإطارالمغلق القاسى على الصدرغمامة
والرؤى غامت
ولم يبق فى الدنيا التى يحيا سلامة

كانت العين بصيرة
وأياديه قصيرة
لم يعد فيها مفرّ

المدى صار ظلاما
والنهايات كئيبة
وعيون الشوق نحو الشرق ترنو وتحملق
علّها تكشف نورا يتألق
أو ترى ما يشبه الضوء الخفيض
فى نهايات النفق
انما ترتد آلاما وأحزانا
على خط الأفق

لم يعد فيها مفرّ

كانت الدنيا بخيلة
والخيارات قليلة
والمدى يزداد ضيقا
والأمانى
مثلما الأحلام
أضغاث عقيمة
كلها الدنيا بما رحبت سقيمة
والنهايات أليمة
والغد المأمول وهما وسرابا
لم يعد فيها مفرّ

فاضرب الآن بقوّة
وبقسوة
رد بعض الروح للجسد المهان
لا تكن دوما جبان
ولتعش حتى الأبد
مثل نيران المجوس

أو تموت


شعر:بنتاؤور

Saturday, May 05, 2007

من شعر نزار


أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

تحدّث عن أنبياء العربْ.

وعن حكماءِ العربْ...

وعن شعراءِ العربْ...

فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ..

.فيا للعَجَبْ

ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء

وبين الرُطَبْ

فيا للعَجَبْ

ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ

لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي

وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي

وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ

فيا للعَجَبْ

من قصيدة (متى يعلنون وفاة العرب) لنزار قبانى

Thursday, April 26, 2007

اليها


فتألقى
فلك الجمال المطلق
ولك الحلاوة والطلاوة والصباح الريّق
ولك الصبا يمشى على شط الحياة المغدق
ولك الحياة جميعها
تحنو عليك فتشرقى

أنت الهوى والحب والتحنان
والشوق الفريد الشيّق

فتألقى
***
وتدللى
أنت الغرام الأول
أنت الحبيبة والعشيقة والهوى المتجمل
وأنت تاج القلب
والحب الجميل المخملى
أنت الرحيق الحلو
والخمر المعتّق
والجمال الآسر الخلاّب
فى الوجه الصبوح الأجمل
فتدللى

شعر : بنتاؤور

Monday, April 02, 2007


الرجل ذو الأنف الكبيرة

استيقظ من النوم على غير عادته مرهقا, يشعر بصداع شديد, لم يجد ما يحفزه على مغادرة السرير, اليوم جمعة, وهو قد نام متأخرا, سحب الغطاء على وجهه, شعر بثقل البطانية عليه, وباختناق أنفاسه, مد يده ليزيحها عنه, اصطدمت يده بأنفه.
عاد يتحسس أنفه, هناك شيئ متغير لم يتبينه, يشعر أن أنفه تؤلمه بالضغط عليها, أحس كأنها ملتهبة, ربما حرارتها مرتفعة قليلا, لا يدرى, قرر العودة الى النوم, سحب الغطاء على وجهه محاولا استدعاء النوم.
فجأة قام من السرير, دفع عنه الغطاء بعنف, توجه ناحية الشوفينيرة, نظر فى المرآة, هناك شيئ متغير فى أنفه, ربما أكبر قليلا, وضع يده عليها, اعتقد أنه أخطأ التقدير, وأن أنفه طبيعية, طار النوم من عينية, جميع من بالمنزل نائمون, قرر الذهاب الى المطبخ, صنع لنفسه شايا, جلس فى الصالة يسمع الأخبارمن التلفاز مشتتا, ترى ما الذى حدث لأنفه أثناء النوم.
طوال اليوم لم يهدأ له بال, كان يتحسب لكل من فى المنزل, لماذا يحملقون فى وجهه حين يرونه, حتى زوجته, تلك الانسانة الوادعة لاحظها أيضا تنظر الى وجهه, لم يوجه له أحدا أى ملاحظة, ترى هل هم خجلون منه, أم أن الأمر لا يعنيهم.
قرر عدم الخروج اليوم, عندما سألته زوجته ألا يذهب لصلاة الجمعة, أجابها اجابة مبهمه أنه ليس على ما يرام, تسلل الى غرفته, أغلق الباب ورائه, اقترب كثيرا من المرآة, ركّز النظر الى أنفه, لا يزال يبدو متورما.
أثناء ذهابه الى العمل فى الصباح, كان يتحاشى نظرات الركاب اليه, تشاغل بالنظر الى الشباك, كان الجالس الى جواره يتعمد طول الطريق النظر الى أنفه, انتهز فرصة مرور الكمسارى ليسأله ان كان هناك ما يلفت النظر فى وجهه حتى يدقق النظر اليه, كاد الأمر أن يتطور الى معركة.
ولج الى مكتبه مسرعا, دون ان يلقى تحية الصباح على زملائه, طالعته وجوههم وهم فى حركتهم أثناء العمل, تعمّد أن يتصفح وجوههم عند وقوع نظرتهم عليه, ما هى البؤرة التى يركزون نظرتهم اليها, أيقن فى قرارته أن الجميع ينظرون الى أنفه.
أثناء عودته تعمّد أن يدس وجهه فى الجريدة, متحاشيا نظرات الآخرين, مد يده بالنقود الى الكمسارى دون أن يخرج رأسه من الجريدة, قبل الوصول الى المحطة أزاح الجريدة عن وجهه استعدادا للنزول, ولكنه بحركة لا ارادية وضع يده على أنفه فى طريقه الى البيت.
دخل الى غرفته مسرعا, تعلل بأنه مرهق حتى لا يتناول الغذاء مع البنات, أخرج مرآة صغيرة من حقيبة زوجته, قربها الى أنفة, اطال النظر, لابد انها أكبر اليوم عن الأمس, قلب المرآة وأمعن النظر, بحجمها المكّبر تبدو بشعة, أحس بحركة فى الخارج, أعاد دس المرآة فى مكانها بسرعة, أطفأ النور محاولا النوم.
فى اليوم التالى استيقظ من النوم متأخرا, رأسه يؤلمه بشدة, تعذر عليه النوم معظم الليل, قرر عدم الذهاب الى العمل , نادى زوجته وأخبرها أن تتصل بهم وتطلب له عارضة, سألته ما الأخبار, أجاب باقتضاب أنه متوعك قليلا.
ظل طوال اليوم فى غرفته, يتحين الفرصة ليتطلع فى المرآة, انها ما زالت تكبر باطراد, أصبحت تشكل له صعوبة فى الأكل, تتدلى على فمه, وحتى الرؤية, تحجب عنه نصف الأشياء, لم يعد يطيق النظر الى المرآة.
طال انقطاعه عن العمل, وصلته عدة رسائل تنذره بالفصل, غير آبه بذلك, أصبح لا يخرج من غرفته الا الى الحمام, يرفض استقبال أى زائر باصرار,حتى بناته أصبح يرفضهم, رفض أكثر من مرة حضور أى طبيب, حتى الأكل لا يتناول الا القليل, بدا عليه الهزال, وتدهورت صحته.
انقلبت الحياة فى البيت, حالة من الصمت تلف الجميع, لا يعرفون ماذا حدث لأبيهم, ولا تدرى أمهم كيف تتصرف, حاولت اللجوء فى البداية الى أصدقائه المقربين, بعد أن فشلت محاولاتها اتجهت الى أهله وأقربائه, لكن ذلك زاده عنادا وزادت حالته سوءا, لم تدرى ماذا تعمل, حاولت اشراك البنات, لكن تكرر الفشل.
يحس أن المشكلة تزداد تفاقما يوما بعد يوم, يشعر أن أنفه أصبحت ثقيلة على وجهه, تعوقه أثناء الحركة, عند خروجه من باب الغرفة يحاول أن يتوسط الفراغ, وأن يخرج أنفه من الباب أولا, بعدها يخرج بقية جسمه.
بدأت الأسرة تتعود الوضع الجديد, البنات أحسسن بالتحرر من رقابة الأب, يخرجون ويعودون دون حساب أو مساءلة, الأم لا تقدر عليهن وحدها, أيضا هى أصبحت أكثر انشغالا لتحملها كل المسئولية.
لم يعد يخرج من الغرفة, أصبحت أنفه تسد الفراغ أمامه, يكاد لا يرى شيئا على الاطلاق, أحس أن الغرفة تضيق عليه, وأنه يكاد يختنق.
فى الصباح شعر أن أنفه تطبق عليه, تجثم على صدره وكامل جسمه, تملأ فراغ الغرفة, تمنع عنه الهواء, لا يستطيع الحركة أو التنفس, يشعر أن روحه تحشرج فى صدره.
(تمت)


Tuesday, March 20, 2007

أغنية فولكلورية ريفية


ِأمّاه..يا أمّاه يا أمّيه

خايفة أكون حبيت وبان عليه

***

تضربنى ليه يا واد وانا إسمى الفلّة

وتسمّع الجيران بكسر القلّة

يا رايحين البيت قولوا لحمايا

إبنك ضرب ست البنات روحية

***

لأمّا ..يا امّا.. يا أميّة

يا مقوما العسكر على الدورية

***

تضربنى ليه يا واد وانا إسمى مراتك

وتسمع الجيران بكسر عصاتك

يا رايحين الغيط قولوا لحمايا

إبنك ضرب ست البنات روحية

***

أما ..ياأما يا امية

Saturday, March 17, 2007

من الشعر المقاوم


نحن فى عزّ الظهيرة
نصف قرص الشمس يبكى فى الزقاق
والدجاجات ينقنقن على وقع البساطير الكبيرة
وأبى يحشو رصاصات غبية
فى بقايا بندقية

ضاعت البروة يا ويلى على تلك الشقية
وعلى الليات يلتف الخناق


كنت طفلا آنذاك
علمونى أن مجرى الأرض فى كف السماء
علمونى أنه سبحانه يحييى ويفنى ما يشاء
علمونى أن أطيع الأنبياء
دون أن أسأل من كانوا
وماذا صنعوا للفقراء
علمونى الرقية والتعزيم والخوف من الليل واذلال النساء
علمونى ما يشاؤون ولم يستنبأونى ما أشاء


يا أبى المهزوم
يا أمى الذليلة

اننى أقذف للشيطان ما أورثتمانى
من تعاليم القبيلة
اننى أرفضها تلك التعاليم الغبية
اننى أجتثها من جذرها تلك الطقوس الهمجية
اننى أبصق أحقادى وعارى
فى وجوه الأولياء الصالحين
اننى أقذف آيات ذلّى وانكسارى
للتكايا والدراويش وأنصاف الرجال


فلتخيطى كفنا من جلد أنصاف الرجال
واذا شئت طقوسا وصليبا وهلال


طرّزيها بيديك

شعر: سميح القاسم
*البروة قرية محمود درويش, والليات قرية سميح القاسم


Wednesday, February 28, 2007

شخصيات من السجن




كتكوت
لم أهتم بمعرفة إسمه الحقيقى, أو حتى بقية الأسم, كان واضحا أنه كنى بهذا الأسم نتيجة صغر حجمه, وسرعة حركته, كنت أحس أنه لا يتحرك , بل يقفز من مكان لآخر,يهبط من الدور الرابع بسرعة القط من فوق الدرابزين.
كان دائم الإبتسام, ودودا,يدخل الى القلب بسهوله, كنا نتبادل التحية فى أوقات الفسحة, وأثناء طابور الشمس.
فى يوم إلتقيته فى الكانتين,بادئنى بالسلام, مد يده مصافحا, طلب منى أن أشترى له كوبا من الشاى, طلبت كوبين,إنتحيت به جانبا, جلسنا على الأرض, أشعلت سيجارتين, وبدأ يحكى لى ما حدث
بدأت القصة منذ شهرين تقريبا, كان يتمشى مع صديقه(سيد النص) فى محطة الرمل, بعد مشاهدة فيلم ’’كيف تسرق مليون دولار", كان سيد يكبره بعدة سنوات, كان يشعر بأنه استاذه, عقله راجح, قليل الكلام, جلسا معا على سور الكورنيش يتحدثان, بدون سابق موعد اقترب شخص ما, يحمل شنطة صغيرة مدلاة من رقبته, سارع فحيّا سيد, طلب الانتحاء به, بادره سيد بأن كتكوت ليس غريبا, عرّفنا معا, هو سلامه مصور الأفراح بصالات محطة الرمل, تردد سلامة فى الكلام, ولكنه بعد برهه من الصمت طلب من سيد أن نتمشي على الكورنيش
سرنا نحن الثلاثة متجاورين, سيد فى الوسط ونحن الى جواره, وبدأ سلامة الحديث ذاكرا أن لديه عملية جاهزة, وأخرج بعض الصور من الشنطة حول رقبته, وبدأ الشرح: هذه الصورة لمحطة الرمل والثانية لمسرح التروبيكو المطل على المحطة والذى تقام فيه حفلات الأفراح, والثالثة من داخل المسرح, والتى تليها من الشباك الخلفى للمسرح والتى تطل على منور, أما الأخيرة فهى مسقط خلفى من المنوريطل على ساحة خالية
أكمل سلامة فكرته, المنوربه الجدار الخلفى للدكاكين التى بجوار السينما, وأهمها محل المجوهرات والساعات الشهير, يمكن الاختباء بالمسرح, والهبوط على المواسير, وعمل فتحة فى الجدار من الخلف
قال سيد: حسنا يا سلامة, شكرا, دعنى أدرس الموضوع, وعلى كل حال حقك محفوظ
بدأ سيد فى وضع خطة للمراقبة, كنا نسهر يوميا فى محطة الرمل, وفى أيام متفرقة نندس مع المعازيم في الأفراح التى تقام بالمسرح, ندرس المداخل والمخارج ومتى يفتح ويغلق, والشبابيك الخلفية, وتصرفات الحارس, وجميع التفاصيل الصغيرة
أخيرا وبعد الانتهاء من الرصد والمراقبة, وضع سيد الخطة, سوف نبقى بالمسرح حتى انتهاء الأعراس, اى ما بعد منتصف الليل, ثم نندس خلف الستائر لحين خروج الجميع واقفال الأبواب, بعد ذلك نقوم بالعمل
طلب سيد وجود شخص ثالث يمكن الائتمان له, تكون له وظيفه صغيرة ومحددة, هى أن يشاغل فرّاش المسرح حين حضوره فى الصباح لحين خروجنا , تذكرت عادل, شاب جامعى فاشل تصادقنا على المقهى معا, سألنى ان كنت اثق به, فأكدت له هذه الثقة, واتفقنا على يوم التنفيذ, مساء يوم الخميس, حيث اليوم الذى يليه اجازة, ولن يتم اكتشاف السرقة الا متأخرا
سارت الأمور كما خطط لها سيد بدقة, سهرنا حتى وقت متأخر, مع قرب خلو المسرح من الجميع, اختبأنا خلف احدى الستائر, بعد ذهاب الجميع, سمعنا صوت عم اسماعيل يغلق الشبابيك والباب, ثم صوت أقدامه تهبط السلم, ثم وهو يغلق البوّابة الخارجية
بعد فترة قصيرة بدأنا نتعود على المكان, كانت أنوار محطة الرمل ونيون الاعلانات تضيئ المكان, أكلنا وشربنا ودخنا سجائر الحشيش ولعبنا الكوتتشينةحتى قبيل الفجر, ثم تهيأنا للعمل, هبطنا على المواسير بسهولة , وبعد حوالى أقل من نصف ساعة من الحفر كنا داخل المحل, كان بريق المجوهرات يضيئ المكان, استعملنا بطارية للرؤية, ثم ملأنا حقيبة كانت معنا بكل المجوهرات والساعات على الأرفف
جلسنا فى المسرح المغلق الستائر حتى الصباح, أصوات الترام وباعة الصحف والمارة والسيارات بدأت تملأ المكان, سمعنا صوت الباب الخارجى يفتح وعم اسماعيل يصعد الدرج, اختبأنا فى أحد الحمامات والمفتاح يدورفى الباب,كان قلبى يرتجف بينما سيد يفتح نصل المطواة, لم نسمع صوت عادل حسب الاتفاق ينادى على عم اسماعيل, توتر الموقف أكثر والرجل يدخل الى الحمامالآخر ثم وهو يغسل يديه ووجهه, ثم استدار ليفتح الستائر وينادى الحلبى ليعد له قطعة هريسة بالقشدة.
كنا فى أعقاب الرجل,خرجنا مسرعين نتنفس هواء الصباح المنعش على الكورنيش, كان عادل قادما من الاتجاه الآخرو عليه آثار النوم, صفعه سيد وطلب منه أن يختفى حتى حين, سألت سيد أين سنضع الشنطة الآن, اقترحت عليه أن أخفيها عند أختى فى الورديان حتى تهدأ الأمور فوافق.
عدت من الورديان الى محطة الرمل, كان لدى فضول أن أشاهد صاحب المحل عندما يكتشف السرقة, فوجئت به حوالى العاشرة يفتح المحل رغم أن اليوم جمعة, سمعت صراخه وعويلة واذدحام الناس وأنا منهم حوله, وحضور سيارات النجدة, سمعت أحدهم يقول :تصورا لقد غفل اللصوص عن الأموال السائلة بالدرج, فتحسرت .
رتب سيد شخص لشراء المجوهرات يعمل تاجر خردة, أحضرت البضاعة وصرّفها سيد بمعرفته, ووزعها بمعرفته, أعطى سلامة حصته, وأعطانى عشرة آلاف, وأيضا ألفين لعادل حتى يسكت
كان عادل هو المشكلة, بدأ يصرف ببذخ, طلب منى سيد أن آخذه خارج الأسكندرية لبعض الوقت, ذهبت به الى المنصورة لمدة اسبوع, أفهمته ان لا يحاول اظهار المال, لكنه لم يفعل, كان والده حلاقا فقيرا شريفا, شعر بالتغيّر الذى طرأ على ابنه, فأبلغ الشرطة
اعترف عادل فتم القبض عليّ وسيد وهو, وسرعان ما تم فك خيوط القضية تحت التعذيب, وزجّ بثلاثتنا فى السجن, حيث كان يعامل عادل من المساجين كأسوأ ما يكون, وكانوا يطلقون عليه اسم" التلميذ"تحقيرا

0000

بعد حوالى السنتين كنت أقف بميدان سعد زغلول فى انتظار الأتوبيس, فوجئت بكتكوت بجسده الضئيل تنشق عنه الأرض ويقف بجانبى ويقول: والنبى وحياتك يادكتور تخبينى الا البوليس ورايا

(تمت)

Sunday, February 18, 2007

الآخر


نما لديه شعور بالرغبة فى الإبتعاد, لا يدرى متى بدأ ذلك, ولكنه يريد الهروب, هناك من يطارده طوال الوقت, يريد أن ينتقم منه, يجهل السبب, لكن ذلك الآخريتعمد إيذائه.
هذا اللعين يحاول السيطرة عليه, يقفز على لسانه محاولا إخراج كلمات لا يريدها, يحاول ألاينطق بما يريده ولكنه يفشل, يحس أنه يصارع ذلك الآخر طوال الوقت, يشعر فى النهاية بالإنهاك وعدم القدرة على المواجهه, يشعر بالرغبة فى الإنسحاب والهروب بعيدا, ربما المغادرة الى بلد آخر جديد, لايعرفه فيه أحد.
حتى الجميع أصبحوا ضده, يتآمرون مع الآخر قصد الإيقاع به, تظهر على وجوههم علامات السخرية منه, وعدم تصديقه, يتعمدون غالبا إيذائه,وأحيانا يظهرون الشفقة عليه وكأنما هو مريض, كلما دخل عليهم يقطعون الحديث فجأة, ينظرون فى وجوه بعضهم ويبتسمون, هؤلاء الملاعين يتآمرون عليه.
إرتبك تفكيره, اصبح يهرب منهم, يريد أن يختبئ بعيدا, لايريد أن يكلم أحدا, جهات عديدة تتسلط عليه, يجب أن يكون حريصا, ربما إستطاعوا أن يعرفوا سرَقوته,أو يتلصصون على أفكاره, يسرقونها وينسبوها لأنفسهم.
ما زال هذا الآخر يجلس فوق أذنيه, يهمس دائما له, يعطيه الأوامر, كأنما هو شيطان يتلبسه, كم ود لو يجرى مبتعدا فلا يلحق به, لكن يبدو ألا فائدة.
راودته فكرة القتل, ماذا لو غافله وأجهز عليه, ولكنه لا يشاهده الاَ نادرا, كطيف يلمع ثم يختفى, لكنه دائما يسير خلفه, يستطيع تحديد مكانه بدقة, قد يجد فرصة مناسبه للإيقاع به.
فكر فى قتله بسكين, يحتفظ به بين طيات ثيابه, ينتظر اللحظة المناسبة ويهوى به عليه, لكنه تردد, ماذا لو لم يمت من أول طعنة وكيف سيكون رد فعله, ربما يكون هو الأقوى فيقتله.
خطر له أن يغافله ويلقى به من فوق اسوار القلعة, أو من الدور الأخيرمن العمارة, لكنه خشى من ردّة فعل الناس, ماذا لولحقوه و فتكوا به.
هاهو الحل أخير, قررمباغتته من أعلى الكوبرى , سيلقى به فجأة فى مياه النيل, انه حل مثالى, لن يشعر به أحد, وسيستطيع الهروب ببساطه.
أحس بالشعور بالانتعاش, سوف يتخلص منه, ويمكنه أن يعود الى حياته الهادئة التى كانت, أحس بخطواته تتسع, وأن أنفاسه أكثر انتظاما وهو يسير مسرعا على الكوبرى.
هاهو الكوبرى ينتصف أو يكاد, أسند جسده الى السياج, نصفه الأعلى يتدلى الى أسفل, مازال صوته يهمس فى أذنه , بحركة سريعة التف بجسدة, يداه تمسك بذلك الشئ بشدّة , وهو يهوى به الى النهر, إرتطم بالماء بشدة, وهوى سريعا إلى القاع.

Thursday, January 04, 2007

رباعيات

أطفئ لَظى القلبِ بشَهْدِ الرِضاب
فإنما الأيام مِثل السَحاب
وعَيْشُنا طَيفُ خيالٍ فَنَلْ
حَظَكَ منه قبل فَوتِ الشباب
عمر الخيام
خرج ابن آدم من العدم قلت : ياه
رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه
تراب بيحيا ... وحي بيصير تراب
الأصل هو الموت و الا الحياه ؟
عجبي
صلاح جاهين
اللى يداديك داديه
وإجعل عيالك عبيده
واللى يعاديك عاديه
روحك مهيَاش بإيده
إبن عروس

Tuesday, January 02, 2007

إعدام صدَام

على الرغم انك كما كنت ظالم
وإنك حكمت البلاد بالمظالم
وروًعت شعبك بشلَة ديابة
وحوش مفترَية وعايشة فى غابة
وسمت العباد الهوان والمذلَة
وبلدك لحضن العدا والمهالك

على الرغم كونك عديم المشاعر
وكونك أسلت الدما فى الشوارع
نشرت الخراب والدمار والمجازر
وسقت العراق للعذاب والقطيعة
وآلام مخيفة ,عنيفة وفظيعة
ورعب ومآسى فى كل المسالك

ولكن نهايتك على إيدين جبانة
فى عيد الضحية ورمز الأمانة
فى يوم السلام والوئام والمحبة
دا أكبر دليل عندنا ع الخيانة
تخليك فى عين الملايين بطل
وتجعل قلوبنا تدوب م المهانه

ولكن حقيقتك مهياش كذلك!!!!