Wednesday, May 23, 2007

من الشعر المقاوم


الفارس الأخير

إلى روح تيمور الملوانى

أما آن لهذا الفارس أن يترجل
كلمات أسماء بنت أبى بكر لإبنها
المصلوب عبد الله بن الزبير

هاهو يسقط
من فوق حصانه
مضرجا بالدماء

كانت الريح شديدة
والشمس قائظة
والغبار يتصاعد الى السماء
مغطيا وجه الكون
بالعتمة والكآبة

كانت الكلاب تنبح
والعصافير تولى هاربة
والأشجار تتشبث بالأرض
والأفق يكتسى بغلالة سوداء

وكان وجهه منيرا

أسدل الستار
ولىّ زمن البطولة
وغادر الفرسان الساحة
ونزل الممثلون من على الخشبة
وما زال فوق صهوة جواده
شاهرا سيفه
تنزف منه الدماء



المسافة قريبة
بين الموت والحياة
ولكنهما عالمين مختلفين
فالحياة حيوية
ضجة وجلبة وصراع
حزن وفرح وشقاء
لكن الموت سكون أبدى
ضياع كامل
وظلام سرمدى

موته كان محتم
وكانت نهايته وشيكة
إبن موت
هكذا قالت النبوؤة

حينما تكاثروا عليه
صوبوّا إليه سهامهم
وأحقادهم السوداء
فتسربل بالدماء



الحياة إرتدت قناع الموت
رائحة الموت إنتشرت فى المكان
والمدى صار جحيما
إكفهرّ وجه الكون
وإصفرّ لون السماء
وتحشرجت الروح فى الحلق
والزبد الأبيض سال من الفم

وجهه كان منيرا

إنفجر الدم شلالا
وسال على الأرض
إنتفض الجسد بعنف
رافضا الموت
متشبثا بالحياة
ومقاوما للفناء

حينما خارت قواه
وخذله الرفاق
وتدحرج الحصان على الأرض

حينها
حينها فقط
مالت رقبته الى الأسفل

هذه الرقبة التى أبت أن تميل
فى أى وقت

أيها الواقف على جبهة الشرف
أيها الصامد دوما رغم الموت
بوركت فى كل كتاب
وتسامت كلماتك
ترسم الطريق للأجيال
رمزا للحب
والعدل
والحرية

Saturday, May 19, 2007

الحياة فى مرمى الموت



سجانى يا سجان

لو جه أوان البدل

متروحشى منى بعيد
أمين الديب


كان كالطفل بريئا
وجريئا
كان كالنبتة غضا
والفراشات رقيقا
جسد يمتد مبسوطا الى فوق
وحاجات تعربد
والإطارالمغلق القاسى على الصدرغمامة
والرؤى غامت
ولم يبق فى الدنيا التى يحيا سلامة

كانت العين بصيرة
وأياديه قصيرة
لم يعد فيها مفرّ

المدى صار ظلاما
والنهايات كئيبة
وعيون الشوق نحو الشرق ترنو وتحملق
علّها تكشف نورا يتألق
أو ترى ما يشبه الضوء الخفيض
فى نهايات النفق
انما ترتد آلاما وأحزانا
على خط الأفق

لم يعد فيها مفرّ

كانت الدنيا بخيلة
والخيارات قليلة
والمدى يزداد ضيقا
والأمانى
مثلما الأحلام
أضغاث عقيمة
كلها الدنيا بما رحبت سقيمة
والنهايات أليمة
والغد المأمول وهما وسرابا
لم يعد فيها مفرّ

فاضرب الآن بقوّة
وبقسوة
رد بعض الروح للجسد المهان
لا تكن دوما جبان
ولتعش حتى الأبد
مثل نيران المجوس

أو تموت


شعر:بنتاؤور

Saturday, May 05, 2007

من شعر نزار


أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

تحدّث عن أنبياء العربْ.

وعن حكماءِ العربْ...

وعن شعراءِ العربْ...

فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ..

.فيا للعَجَبْ

ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء

وبين الرُطَبْ

فيا للعَجَبْ

ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ

لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي

وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي

وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ

فيا للعَجَبْ

من قصيدة (متى يعلنون وفاة العرب) لنزار قبانى