Tuesday, February 21, 2006

جرينيكا



أزمة إنسان العصر*
في الحزن والشجاعة
من الحياة ومن الموت
الموت، ذلك الأمر العسير
ذلك الأمر اليسير
النسوة والأطفال يحتفظون بنفس الكنز
يحتفظون به في المآقي وفي العيون
والرجال يذودون عنه
يذودون عنه بقدر ما يستطيعون
غدًا هو الوقت الذي تتحمل فيه الألم والخوف والموت
ولكن الوقت الذي سنزيل فيه آثار الجريمة سيجيء متأخراً
رصاص المدافع الرشاشة يقضي على القتلى
رصاص المدافع الرشاشة يداعب الأطفال
أسرع مما تداعبهم الريح بالحديد والنار
حفروا الإنسان كما لو كان منجمًا
حفروه كما لو كان ميتاءً بغير مركب
حفروه كما لو كان موقدًا بغير نار
النسوة والأطفال، يحتفظون بنفس الكنز
قطرات اللبن الرائق،
وأوراق الربيع الخضر
كلها تترقرق في عيونهم الصافية
تترقرق دائمًا وباستمرار
النسوة والأطفال يحتفظون بنفس الكنز
يحتفظون به في المآقي وفي العيون
والرجال يزودون عنه
يذودون عنه بقدر ما يستطيعون
الأطفال تهيئوا للرحيل بصورة قاطعة
ولسوف نعود نحن إلى عصرنا البدائى الأول
حيث كانت دموع الفرح كما يقولون
وكان الرجل يفتح ذراعيه ليعانق زوجته الحبيبة
وكان الأطفال قريري العين يشهقون وهم يضحكون
عيون الموتى فيها ظلام الهول
عيونى الموتى ضمور الأرض البور
الضحايا رعوا الدمع جرعوه كالسم الزعاف
الإنسان تلطخه الدماء.
حتى أن السفاحين أصبحوا أقل مرارة من العنب المر
العيون انفقأت
والقلوب انطفأت
والأرض أضحت باردة
تسرى فيها برودة الموت
أيها الناس الذين من أجلكم ترنموا بهذا الكنز
أيها الناس الذين من أجلكم باعوا هذا الكنز
في احتضار الأم والأخ والابن
فكروا في الصراع الذي يقضى على الحياة
فكروا فكروا في احتضار الحب!
في أن تصونوا أنفسكم من السفاحين
في أن الطفل والشيخ يتقيآن هول الحياة
وهي تنعي حظها
في أنهما يحسان إحساسًا قويًا عارمًا بأن الرغبة في الحياة عبث
كل شيء في الوحل يصب
والشمس في الكون الأسود تغيب
يا أضرحة الشقاء
يا عالم البيوت المتداعية الرائع
عالم المناجم والحقول
يا إخوتي الذين أصبحوا جيفًا
أصبحوا هياكل محطمة الأرض
في محابركم تدور والموت يكسر توازن الزمن
لتصبحوا صحراء خاوية
أنتم مادة للأشعار وطعام للغربان
وأنتم أيضًا أملنا الذبيح المرتجف تحت غاية البلوط الميتة
في "جرنيكا"
فوق حطام "جرنيكا"
تحت سماء "جرنيكا" الصافية
عاد رجل كان يحمل بين ذراعيه حملاً يئن
وفي قلبه حمامة
يغنى من أجل الرجال الآخرين
أغنية الثورة المجيدة التي تقول للحب مرحى
وتقول للظلم لا
تقول إن "جرنيكا" مثل "هيروشيما" هي عاصمة السلام الحي
"جرنيكا"
إن البراءة يا "جرنيكا" ستستخلص حقها من براثن الجريمة!
شعر:بول إيلوار
جرينكا هى قرية اسبانية دكها الطيان الالمانى اثناء الحرب الاهلية لصالح فرانكو

3 comments:

Anonymous said...

Looking for information and found it at this great site...
» » »

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Anonymous said...

مش جرينكا دي لوحة مشهورة لسلفادور دالي ؟

flyingbird785@yahoo