Sunday, November 14, 2010

مقتطفات من أشعارعمنا بيرم


خطاب إلى المومياء

في مصر كنت الملك لك جيش ولك حاميه

ودوله غير دولتك ما تعمل الموميه

و امه غير امتك ما تزرع الباميه

ولما خشوا عليك المقبره يلاقوك

نايم مفتح ॥ ولكن في بلد عـميه



الصنم

هبط الجنيه من قمّته و المليونير : ضج و لطم

و لما تهبط ذمته الحزن ينساه و الألم

و لما تسقط حرمته يظن روحه محترم

عنده الجنيهات كل شيء و كل شيء غيرها عدم

* * *

أما الفقير قام و استجار و من الهلع قلبه انخلع

بايت يفكر .. ليل نهار ليرتفع سعر السلع

و اللحمه اهيه و الخضار أسعرها حتسوق الدلع

فليسقط الصنم الجنيه اللي بتسجد له الأمم


عتاب

ليه امشى حافى ،وانا منبت مراكيبكم
ليه فرشى عريان،وانا منجّد مراتبكم
ليه بيتى خربان ،وانا نجّار دواليبكم
هى كده قسمتى؟
الله يحاسبكم
!

ساكنين علالى العتب،وانا اللى بانيها
فارشين مفارش قصب،ناسج حواشيها
قانيين سواقى دهب،ونا اللى ادور فيها
يارب ماهوش حسد
لكن بعاتبكم

من الصباح للمسا،والمطرقه ف ايدى
صابر على دى الاسا ! حتى نهار عيدى
ابن السبيل انكسى ، واسحب هرابيدى
تتعروا من مشيتى
واخجل اخاطبكم

ليه تهدمونى وناللى عزكم بانى
انا اللى فوق جسمكم قطنى وكتانى
عيلتى فى يوم دفنتى مالقيتش اكفانى
حتى الاسيّه وانا راحل وسايبكم؟


بدنجان

يا شرق فيك جو منور

والفكر ضلام

وفيك حراره يا خساره

وبرود اجسام

فيك تسعميت مليون زلمه

لكن اغنام

لا بالمسيح عرفوا مقامهم

ولا بالاسلام

هي الشموس بتخلي الروس

كدا هو بدنجان

Monday, October 11, 2010

" تيمور الملوانى" سبعة عشر عاما على الرحيل



أيها الواقف على جبهة الشرف
أيها الصامد رغم الموت
بوركت فى كل كتاب
وتسامت كلماتك
ترسم الطريق للأجيال
رمزا للحب
والعدل
والحرية

من قصيدة " الفارس الأخير"

سنوات طويلة مرت على رحيل تيمور الملوانى طويت من أعمارنا، جرت تحت الجسر مياه كثيرة، تغيرنا كثيرا ولكن لم تزل ذكراه حية فى قلوبنا، نبراسا وأملا فى مستقبل أفضل، رحلة قصيرة فى الحياة، غنية بالمعارك والنضال فى أروقة الجامعة وعبر مظاهرات الشوارع ، والندوات والمؤتمرات، شعلة أضاءت فى سماؤنا ثم إنطفأت سريعا.

كان ظهوره الأول والأبرز فى انتفاضة طلاب جامعة الأسكندرية فى نوفمبر 1968 حينما بدأت بأحداث محدودة من طلاب المعهد الدينى بالمنصورة وطلاب المدارس الثانوية ضد قرار وزير التعليم آنذاك "محمد حلمى مراد" ووجهت بقمع شديد، وسرعان ما نقل صورة ما حدث الى كلية الهندسة بالأسكندرية طالبان أحدهما بالفرقة الثانية والآخر بالإعدادى ( وهو خيرت الشاطر الذى أصبح فيما بعد النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين )، فاشتعل الطلاب غضبا وعقدوا مؤتمرا كبيرا بمدرج الإعدادى أكبر مدرجات الكلية حضره الأستاذ " عصمت زين الدين" رئيس قسم الفيزياء النووية بالكلية، قرروا بعدها القيام بمظاهرة ضد النظام ووزير التعليم، وحين خرجت المظاهرة من الكلية وعلى رأسها رئيس اتحاد الجامعة " عاطف الشاطر" وبعد أمتار تصدى للمظاهرة قوات الأمن بقسوة ووحشية، وألقى القبض على عاطف الشاطر وثلاثة من رفاقه، عاد الباقون الى الكلية ورفع تيمور شعار" معتصمون معتصمون حتى يعود المعتقلون"،

حضر الى موقع الحدث سريعا المحافظ " أحمد كامل" ضابط المخابرات السابق وأحد أعمدة النظام، وقابله الطلاب الغاضبون عند مدخل الكلية، وكان الرجل يتكلم بعصبية وعنجهية، وصرخ تيمور من بين الحشود " المحافظ رهينة ..المحافظ رهينة" وفجأة تم سحب المحافظ وأدخل غرفة الحرس الجامعى مع التهديد بعدم الإفراج عنه حتى عودة المعتقلين، وفعلا أصدر أوامره بالإفراج عن عاطف الشاطر والطلاب الثلاثة الذين كانوا قد رحلوا الى مديرية الأمن، وعادوا وسط تهليل الطلاب فرحا بإنتصارهم، وعقد مؤتمر طلابى بمدرج إعدادى حاول فيه المحافظ الحديث ولكنه قوطع من الطلبة فقرر الإنسحاب سريعا ليعل أنه ينتظر هذا المساء وفدا منهم فى مكتبه.

فى غمرة هذه الأحداث قرر الطلاب الإعتصام بالكلية حتى تجاب مطالبهم التى تم صياغتها على عجل وتبدأ بالمطالبة بإقالة وزيرى التعليم والداخلية، مرورا بالحرب ضد اسرائيل وحرية الصحافة، كانت الأحداث سريعة وتلقائية وهكذا كانت المطالب.

بدأ الطلاب قليلى الخبرة فى تنظيم صفوفهم وإختيار قيادة لهم وتكوين بعض اللجان لقيادة الإعتصام منها لجنة الترصد والمراقبة وعلى رأسها الدكتور عصمت زين الدين، وتم الإستيلاء على مطبعة الكلية والبدء فى طباعة منشورات وتوزيعها على سكان المدينة فى الأتوبيسات والترام والمحلات وعلى الجماهير التى التفت حول الكلية اما فضولا او تأييدا.

كان تيمور بارعا فى صياغة الشعارات الفورية، وكانت شعاراته التى تقول " لا صدقى ولا الغول..عبد الناصر المسئول" و "يا شعراوى يا سفاح دم الطلبة غير مباح" تلعلع من على جدران الكلية ومن خلال الميكروفونات، والمنشورات تملأ المدينة، والناس يتقاطرون لمساندة الطلبة وخاصة من سكان حى الحضرة الفقير المقابل للكلية، والغضب يتصاعد وكذلك المطالب.

فى شهادة أحمد كامل محافظ الأسكندرية وقت الأحداث أنه اتصل بسامى شرف وزير رئاسة الجمهورية طالبا منه ابلاغ عبد الناصر بضرورة نزول الجيش الى الشارع لحفظ الأمن، فاحاله الرئيس عبد الناصر الى محمد فوزى وزير الحربية الذى أبلغه (الكلام للمحافظ ) أنه وضع قيادة اللواء الشمالى بمنطقة الأسكندرية تحت تصرفه، وفعلا تحركت قوات الجيش لتعسكر فى استاد الجامعة المقابل لكلية الهندسة وارسلت القوات الجوية مجموعة من طائرات الهليوكوبتر لتحوم فوق كلية الهندسة، وصدرت الأوامر بإغلاق الجامعات والمدارس.

وفى يوم 25 نوفمبر بدأت الجماهير الغاضبة تخرج فى مظاهرات حاشدة فى الشوارع، فى ثورة غاضبة على النظام وعلى الهزيمة وعلى أوضاعها البائسة لتجتاح شوارع الأسكندرية وتشتبك بقوات الأمن التى إستخدمت اقسى اساليب العنف ضدها، وفى حصيلة لمظاهرات هذا اليوم التى أعلنها النائب العام "على نور الدين" كانت" تحطيم 50 اتوبيس عام، وعدد كبير من عربات الترام، بالإضافة الى تحطيم جميع اشارات واكشاك المرور القريبة، وحرق نادى موظفى المحافظة بالشاطبى، أما الضحايا فبلغوا 16 حالة وفاة واصابة 167 ونقلهم الى المستشفيات وتم القيض على 462 شخص " بيان وزير العدل".

شاركت السماء فى هذا الغضب بنوة شديدة على الأسكندرية مصحوبة برعد وبرق وأمطار غزيرة مما ساهم فى كسر موجة المظاهرات، ليلتها وازاء تطور الأحداث وسقوط هذا العدد الرسمى من الضحايا قرر الطلاب فض إعتصامهم، وتم القاء القبض على 17 من قيادات الطلبة منهم تيمور وتحويلهم الى محاكمة عسكرية.

هكذأ وفى ظل هذه الثورة بدأت شهادة الميلاد لهذا الفتى الذى إشتعل حبا لمصر وللقضية واستمر باقيا على العهد من وقتها حتى وافته المنية، وحتى حين تحولت المجموعة التى قبض عليها معه الى صف الأمن والمباحث ظل محافظا على روابطه معهم فقد كان قلبه كما يقول ابن عربى يسع الجميع ولم يكن يعرف كيف يكره، وفى بدايات السبعينيات وحين عاد من رحلته الإجبارية من السجن والتجنيد بقرار جمهورى كانت علاقاته القديمة هى التى تحميه من بطش طلاب المباحث وتحمينا أحيانا.

مجلات الحائط والتى كانت بديلا لنا فى غياب الفيسبوك فى نقل وجهات نظرنا واعلانها لجموع الطلاب، كانت مجلته "الصرخة" هى بالفعل صرخة حقيقية ضد الظلم والإستغلال، وكنا نراه وهو يكتبها بسرعة وبعفوية وتلقائية شديدتين لكن كان الجميع فى انتظارها لتتحولق حولها جموع الطلاب وصيحات الإعجاب والقهقهات تصدر منهم لشدة مقالتها وعباراتها الساخرة.

كان تيمور من هذا النوع من القادة الذى يفاجأك دائما بعباراته وشعاراته, وكان لديه قدرة عجيبة على استخدام الموروث الدينى فى شحن الجماهير، أذكر مقولته " من رأى منكم منكرا فليغيره بيدهه، فإن لم يستطع فبالجزمة يا ولاد الكلب"، وفى احدى المؤتمرات الكبرى التى اقيمت فى كلية الهندسة فى 72 والغضب الشديد الطلاب على مماطلة النظام فى شن الحرب ضد إسرائيل، صعد تيمور الى المنصة وأمسك الميكروفون وبصوته الجهورى قال " بسم الله الرحمن الرحيم.. مالكم لا تقاتلون فى سبيل الله، والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا..صدق الله العظيم" ، لتلتهب الأكف بالتصفيق.

يقول الشاعر "عبد الستار محمود"

نغّم يا "تيمو" الهتاف

داحنا معاك صوتك

واللى ما عمره انشاف

يبقى الهتاف موتك

جمل المحامل برك

مين يرفع الراية

ومين فى ليل الحلك

يهدى الخطا الجاية

ياللى الكتاف محملك

تهتف ولك غاية

غايتك تعيد للفلك

نجمة تكون آيه

لكل سالك سلك

طريق صعيب وطويل

ورحلة الألف ميل

شايف لها نهاية.

وداعا تيمور الملوانى

Monday, October 04, 2010

حمادة بتاع النضال



عزيزى حماده بتاع النضال
يا واجع دماغنا وغاوى الحلال
نصيحة يا صاحبي بلاش الخيال
وغمض عيونك وربّي العيال
***

بلاش المقاوحة وكشف العيوب
وسيب المقاومة ونار الحروب
ليصبح ملفك صحيفة ذنوب
وتدخل برجلك طريق الزوال
***

بلاش المناكفة ولايم .. وعيش
ح تتعب معانا وسهمك يطيش
نلفق لأهلك قضية حشيش
وتصبح حكاية ونكتة ومثال
***

حتصبح شيوعي .. حتصبح حقير

وكلب وحرامي وندل وأجير
ونقدر نلخبط .. في أصلك كتير
وجدك " شحاته" حيصبح شاحال
***


حنحلف بإن الحبايب شافوك
بتقبض يا خاين وتقتل أخوك
مراتك ساعتها ح حتلعن أبوك
وتلطم وتشتم احط الرجال
***
تعالا وهاودنا وعدّى الأمور
وعيش في الطراوه وخش الطبور
وشكلك حتزعل ودمك يفور
ح تشهد نهايتك في بحر الرمال
***

تنخور ورانا حنزعل صحيح
وخليك في حالك ما تبقاش قبيح
ولو كان لسانك مناكف فصيح
معانا العساكر يهدو الجبال

***

فخليك مؤدب وخليك لذيذ
دا احنا الحكومة وانتو المعيز
ورثنا التكية عن الانجليز
فليه المناهده وليه السؤال
***
ما لكش انت دعوة بإيه اللى ضاع
ومين اللى شارى ومين اللى باع
ومين اللى يشبع ومين اللى جاع
ومن اللى كيل ومين اللى شال
***
عزيزى حماده بتاع النضال
يا واجع دماغنا وغاوى الحلال
نصيحة يا صاحبى بلاش الخيال

وغمض عيونك وربى العيال

***

أحمد فؤاد نجم

Saturday, October 02, 2010

احنا التلامذة .. يا عم حمزة







يـا عـم حـمـزه ،
احـنا التـلامــذة.
جن وبلاوى مسيحه – من غير مؤاخذه ـ
نـكبر مـا نكــبر،
الله أكــــــبر،

طول الزمان ع الامتحان داخلين مبارزه!
هل من مـبـارز؟
هل من مناجــز،
هل من معارك فى البلد دى ، لسه عايـزه؟
هل من منــادى؟
ونفير جـهــادى؟
قال لك: أجل! .. لسه العجل فى رمله غارزه!
لسه فى طــريقـــنا للأمــــال،
والـرمله مــن كــل جــهــــه..
زقــه مـــع زمــيـلكم جـمـال،
يــا عـقـولـنـا يـا مـتـنـبهـه!
الـرمله حـلـوه ع الـبــــلاج،
حـلـوه عـلـى بــاب الـفــرح،
لكـن لـحـد كـده وبــــــلاش،
أحــسـن شـعــورى بـينـجرح.

اسفخص عـلى لــون الاصـــفرار
والـفقر، والـخــوف والـمـــرض
مـاشـفـتـه الا ودمـى فـــار،
وحلـمـت بـيـه زال ، وانـقـرض.
كابـس عليـنا الشــئ ده لــيـه؟
هـو انـجليز؟ ..
والا تتـــر؟ ..
دوكهم خـطـر، قـمنـا عليـه ،
ريـاح مـا خلتلوش أتـــر.

. . كان برضه أمـشيـر زى ده،
كان برضه فـبرايـر كــده،
قمنا جـموعــا حــاشـده،
سـلاحـنـا أنـشـودة فـدا..
احنا الجـواب، واحـنا الـنـدا،
واحنا الـتـلامذه الـمـنجده ..
يا عم حـمـزه مـاشـفتناش؟
. . الـدنـيـا شـافت دمـنـا،
حنه ، علـى ايـديـن أمـنـا،
حلفت يكـون عـيـد باسـمـنا،
عيد ، ابتدا ولا انـتـهـاش ..
يا عـم حـمـزه ،

" لا مـــــاليـف *" وهــمــزه
لأ . . مش عاوزين عيشـة وارثين
ولا دنــيـا جـاهـــــزه.
ده أبو ســـد عالى،
سهــران ليـــالى،
زى التلامذه ف لامتحان ..
يـا عـم حمــزه.

Friday, October 01, 2010

فى الذكرى الأربعين لرحيل عبد الناصر




أمــر الله


حـــتّى الرسول مــات و أمر الله لابدّ يكــون


بس الفراق صَعب و احنا شعب قلبه حَنُــون

وَحَشِتنـــا نــظرة عيــونَك للبلَـــد يا جَمــــال

والحَــزم و العَــزم فيهـــا و حُبّهـــا المكنـون



وحَشـِتنــا عـســة جــبينَــك و إنــتَ بتفكّــــر


و نَــبرِتَــك و إنــتَ بتعـــلّـــمنــا و تفـــسّـــر

و بسـمــة الـــوِدّ لمّـــا تــواجِـــه الملاييــــن

و قَبـــضِـــة اليَـــدّ لــمّـــا تـــدُقّ ع المِنبَــــر



و قبـضــة اليَــدّ لمّــا تلاطِـــم الجَـــرانيـــت


و تِرفَــع الســدّ عالـى المَجـد عالـى الصيت

و تأَدّب النيـــل و تُحــكُــم مَيّـــة الفيَضــــانِ

ماتْعَــدّى نُقطَــة سِوى بالخِطّــة و التوقيــت




و بقيــت أقُــول : مَيّــة الفيضــان واحشــانى


سبتـــمبر ازاى بـدُونهــا يكــون يا خِــلاّنـــى

يا وِيلــى من دا طلَــب ويا ريتنــى ما اتمنّيت

لبّــى الـزمــان مُنــيِتــى من دَمــع أشجـــانـى




و عــاد لسـبتمبــر الفيــضــان دَمــع هَتُــــون


يِنْـصَبّ فى القلـب ويهِيـم فى النسيـم محـزون

يمِيــل نخيــل الرُّطَــب على بَعضُه بالهمَسات

حتّـى الرسـول..مات..وأمر الله لابدّ يـكــون!


صلاح جاهين

Monday, September 13, 2010

ملعون فى كل كتاب يا داء السكوت


ملعون سكاتك فوق سكاتي فوق سكات الكل..

ملعونة لقمة عيش متغمسة بالذل..

ملعونة لقمة عيش

من غير كرامتك ما تساويش

كل من تراب عزتك ح تعيش

ملعونة كلمة تنتني فى الحلق تهرب م اللسان

ملعونة....

ملعون الجبان॥!!!

شعر / اكرم الإيرانى

Wednesday, September 01, 2010

ما قاله نزار عن السادات


هل أتتك الأخبار يا متنبى

إن كافور فكك الأهراما

سقطت مصر فى يد قروى

لم يجد ما يبيع إلا التراما

مسرحى الطموح

يلبس وجها للكوميديا

وثانيا للدراما

هو فاروق شهوة و غرورا

و الخديوى تسلطا وانتقاما

وعد الناس بالرحيق و بالشهد

ولكن سقاهم الأوهاما

ساق من فكروا لمحكمة الأمن

و ألغى المداد والأقلاما

اوظف النيل مستشار لديه

و الملايين ساقها أغناما

أضرم النار فى منازل عبس

و تميم و أنكر الأرحاما

عصبى يصيح فى مصر كالديك

و فى القدس يمسح الأقداما

جردوه من كل شئ ولما

أستهلكوه ألقوا إليه العظاما

مصر أم الدنياوجزء من القلب وليس السادات إلا كابوس

وليس السادات إلا للأمريكان عبد و خداما


كان اسمه كما يقال أنور السادات

كان اسمه المأساة والعلم عند اللهوالرواة

و كان يمشي خلف عبد الناصر العظيم مثل الشاة

منحنيا.. منكسرا نصفين وشاحبا..

وصامتا.. وزائغ العينين

وكان أقصى حلمه في أول الثورة أن يهتم بالحقائب

وأن يقول للرئيس آخر النكات

كنا نراه دائم ايجلس في سيدنا الحسين يستغفر الله

ويتلو سورة الرحمن

كنا نظنه أنه يرتل القرآن

لكنه فاجأنا... وأخرج التوراة

كنا نظن أنه سيدخل القدس على حصانه

و يستعيد المسجد الأقصى من الأسرويدعو الناس للصلاة

لكنه فاجأناوسلم الأرض من النيل إلى الفرات

هل أصبحت راشيل في تاريخنا خديجة؟

و صار موسى... أنور السادات

و ياللعجب كان اسمه من قبل أن يرتد عن شريعة الاسلام

محمدا.. وصار أبراهام

كان اسمه سيدنا الشيخ وكان دائم الصلاة والصيام

وكان في جبينه علامةمن كثرة الركوع والقيام

وكان كالأطفال يبكى إن تذكر الرسولأ

و جاء ذكر الله.. ذي الجلال والإكرام

كان تقيا॥ ورعا

يخاف أن يدوس النمل

أو يروع الحمام

و كان أهل مصر يقصدونه ليطرد الشيطان عن أولادهم

و يحمل الفول إلى صحونهم

و يحمل الطعمية

لكنه فاجأنا يلبس في نيويورك جبة الحاخام

ويقرأ القرآن بالعبرية

و يرفع الآذان بالعبرية

و يهدم الملك الذي أسسه هشام

و يغرس الخنجر في صدر بني أمية

فكيف يا سيدنا الإمام؟

من أجل عبرانية عشقتها

ذبحت أولادك في الظلام

وأمهم بهية

وياللعجبكان اسمه عنترة في سالف الزمان

ويدعي بانه من تغلب

كان من قحطان

وأنه تعلم الدين على الشيخ أبي حنيفة

والشعر عن حسان

كان يقول أنه يؤمن بالحرية والحب والإنسان

وإنه يعشق بنتا حلوة مثل القمر

يدعونها بهية

لكنه فاجأنا من بعدما أعطاه عبد الناصر الأمان

فافترس الحرية وافترس الإنسان

وطلق البنت التي يدعونها بهية

وحارب الأنصار والصحابة

وأرجع الأوثان

وارتد عن عبادة الله إلى عبادة الشيطان

فكيف يا عنترة

؟أصبحت في جراحة صغيرةحاييم..أو ناتان

و كيف في جراحة صغيرة؟ أصبحت مخصيا من الخصيان

وياللعجب

كان اسمه في المتحف المصري أخناتون

سحنته سحنة أخناتون

جبهته جبهة اخناتون

لهجته لهجة أخناتون

وكان في أعماقه أشياء من خوفو و فرعون

لكن عبد الناصر العظيم ألبسه عباءة المأمون

فباعهاوأحرق العقال والكوفية

وأطلق النار من الخلف على ابن العاص

أحرق الحنطة.. والغلال

والبيادر الخصيبة

وأحرق العروبة

فكيف زوجوك يا بهية؟من ذلك المجنون

وكيف خدروك يا بهية؟بالخمروالحشيشوالأفيون

وكيف أرغموك يا بهية؟

أن تحملي الخمر إلى مليكهم داوود

وكيف علموك يا بهية؟

أن تقرأي التلمود

وتصبحي راقصة في حارة اليهود

و ياللعجب

كان اسمه الفني في مسارح المدينة

زوربا

وكان يعشق الظهور

وكان من أحلامه أن يصبح المطرب والعازف والممثل المشهور

و كان يسمى نفسه العزيزوالعظيم والقوي والعلي والقديروالمعصوم

والغفوروصانع العبور

كان اشتراكيايعيش عيشة الأباطرة

ويعشق السلطان

وعنده مزرعة كبيرة.. كبيرةتعرف باسم القاهرة

وعنده.. كل سرايات بني عثمان

كان (ترافولتا) عصره

في روعة الرقص وفي أناقة الخطوات

وكان شعبيا بأمريكاوكان كوكب الشاشات

فكيف يا محمد.. يا أنور السادات

من أجل عبرانية عشقتها تغدر بالأحياء والأموات

وتدعي أن النبي مات

وكيف.. يا.. أنور المأساة

تصبح إسرائيل في طنطا وفي بنهاوفي إيلات

وياللعجب

يا مصريا قصيدة المياه، والجسور

والمآذن الوردية

يا زهرة اللوتس يا كتابة زرقاء فاطمية

أيتها الصابرة، الصامتة الطيبة، النقية

أيتها القاهرة‘ المقهورةالضعيفة، القوية

يا من يداها ذهب وصوتها حرير

ماذا جرى؟ من بعد عبد الناصر الكبير

من مسح الحنة عن يديك يا بهية؟

من سرق النجوم من ليل العيون السود؟

ماذا جرى لجيمك الملحنة؟

والعسل المسكوب من لهجتك المصرية

ماذا جرى؟

للكعك.. والأطفال.. والموالد الشعبية

والحزن في الشوارع الخلفية

يا مصريا حبيبة ابن العاص

وعشقه الأول والأخير

لن يستطيع الرجل الصغير

أن يطفيء الشمس، وأن يزور القضية

فأنت مهما ضاقت الحياة

أو جاء كافور إلى الحكم، أو السادات

باقية في القلب يا بهية

باقية في القلب يا بهية

باقية فى القلب يا بهية
نزار قبانى